سؤال وجواب فى القرآن الكريم-6
س1001-
أَلَمْ يَأْنِ
لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ
قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ
وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا
يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ
عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ
قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ
فَاسِقُونَ{16}الحديد.
فسر
الآية الكريمة.
جـ
- ألم يحن الوقت للذين صدَّقوا
الله ورسوله واتَّبَعوا هديه,
أن تلين قلوبهم عند ذكر الله
وسماع القرآن, ولا يكونوا في
قسوة القلوب كالذين أوتوا
الكتاب من قبلهم- من اليهود
والنصارى- الذين طال عليهم
الزمان فبدَّلوا كلام الله,
فقست قلوبهم, وكثير منهم خارجون
عن طاعة الله؟ نزلت في شأن
الصحابة لما أكثروا المزاح وفي
الآية الحث على الرقة والخشوع
لله سبحانه عند سماع ما أنزله
من الكتاب والحكمة, والحذر من
التشبه باليهود والنصارى, في
قسوة قلوبهم, وخروجهم عن طاعة
الله.
س1002-
اعْلَمُوا
أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا
لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ
وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ
وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ
وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ
أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ
ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ
مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ
حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ
عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ
مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا
مَتَاعُ الْغُرُورِ{20}الحديد.
فسر
الآية الكريمة موضحاً الصورة
الموجودة فيها.
ج
ـ- اعلموا -أيها الناس- أنما
الحياة الدنيا لعب ولهو, تلعب
بها الأبدان وتلهو بها القلوب,
وزينة تتزينون بها, وتفاخر
بينكم بمتاعها, وتكاثر بالعدد
في الأموال والأولاد, مثلها
كمثل مطر أعجب الزُّرَّاع
نباته, ثم يهيج هذا النبات
فييبس, فتراه مصفرًا بعد خضرته,
ثم يكون فُتاتًا يابسًا
متهشمًا, وفي الآخرة عذاب شديد
للكفار ومغفرة من الله ورضوان
لأهل الإيمان. وما الحياة
الدنيا لمن عمل لها ناسيًا
آخرته إلا متاع الغرور.
س1003- كثير من الناس يجزع جزعاً
كبيراً من حدوث المصائب له أو
الكوارث ولا يثبت , أو يفرح فرحاً
شديداً إذا أصابه خير كثير ولا
ينتبه أن كل ذلك مكتوب عنده تعالى
في اللوح المحفوظ .
اذكر
الآية الكريمة التي تبين ذلك
المعنى.
جـ -
مَا أَصَابَ مِن
مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا
فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي
كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن
نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى
اللَّهِ يَسِيرٌ{22} لِكَيْلَا
تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ
وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ
وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ
مُخْتَالٍ فَخُورٍ{23}الحديد.
س1004- اذكر المعدن الذي ذكر
الله تعالى أنه فيه قوة شديدة,
ومنافع للناس متعددة ؟
جـ
- معدن الحديد .
لَقَدْ
أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا
بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا
مَعَهُمُ الْكِتَابَ
وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ
النَّاسُ بِالْقِسْطِ
وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ
بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ
لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ
مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ
بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ
قَوِيٌّ عَزِيزٌ{25}الحديد.
س1005-
ثُمَّ قَفَّيْنَا
عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا
وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ
مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ
الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي
قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ
رَأْفَةً وَرَحْمَةً
وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا
مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ
إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ
اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ
رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا
الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ
أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ
فَاسِقُونَ{27} يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ
يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن
رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ
نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ
لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ
رَّحِيمٌ{28} لِئَلَّا يَعْلَمَ
أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا
يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّن
فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ
بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن
يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ
الْعَظِيمِ{29}الحديد.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- ثم أتبعنا على آثار نوح
وإبراهيم برسلنا الذين أرسلناهم
بالبينات, وقفَّينا بعيسى بن
مريم, وآتيناه الإنجيل, وجعلنا
في قلوب الذين اتبعوه على دينه
لينًا وشفقة, فكانوا متوادِّين
فيما بينهم, وابتدعوا رهبانية
بالغلوِّ في العبادة ما فرضناها
عليهم, بل هم الذين التزموا بها
من تلقاء أنفسهم, قَصْدُهم بذلك
رضا الله, فما قاموا بها حق
القيام، فآتينا الذين آمنوا
منهم بالله ورسله أجرهم حسب
إيمانهم, وكثير منهم خارجون عن
طاعة الله مكذبون بنيه محمد
r.
يا أيها الذين آمنوا, امتثلوا
أوامر الله واجتنبوا نواهيه
وآمنوا برسوله, يؤتكم ضعفين من
رحمته, ويجعل لكم نورًا تهتدون
به, ويغفر لكم ذنوبكم, والله
غفور لعباده, رحيم بهم. أعطاكم
الله تعالى ذلك كله؛ ليعلم أهل
الكتاب الذين لم يؤمنوا بمحمد
r،
أنهم لا يقدرون على شيء مِن فضل
الله يكسبونه لأنفسهم أو
يمنحونه لغيرهم, وأن الفضل كله
بيد الله وحده يؤتيه مَن يشاء
من عباده, والله ذو الفضل
العظيم على خلقه.
س1006-
قَدْ سَمِعَ
اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي
تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا
وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ
وَاللَّهُ يَسْمَعُ
تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ
سَمِيعٌ بَصِيرٌ{1}المجادلة.
من
هي التي سمع الله تعالى قولها ؟
وماذا كانت تشتكي إلى الله تعالى؟
جـ
- هي خولة بنت ثعلبة التي
تراجعت في شأن زوجها أوس بن
الصامت, وفيما صدر عنه في حقها
من الظِّهار، وهو قوله لها:
"أنت عليَّ كظهر أمي"، أي : في
حرمة النكاح، وهي تتضرع إلى
الله تعالى; لتفريج كربتها،
والله يسمع تخاطبكما
ومراجعتكما. إن الله سميع لكل
قول، بصير بكل شيء، لا تخفى
عليه خافية.
س1007- ما حكم الظهار في الإسلام؟
جـ
- والذين يحرِّمون نساءهم على
أنفسهم بالمظاهَرة منهن, ثم
يرجعون عن قولهم ويعزمون على
وطء نسائهم، فعلى الزوج
المظاهِر- والحالة هذه- كفارة
التحريم، وهي عتق رقبة مؤمنة
عبد أو أمة قبل أن يطأ زوجته
التي ظاهر منها، فمن لم يجد
رقبة يُعتقها، فالواجب عليه
صيام شهرين متتاليين من قبل أن
يطأ زوجه, فمن لم يستطع صيام
الشهرين لعذر شرعي, فعليه أن
يطعم ستين مسكينًا ما يشبعهم .
وَالَّذِينَ
يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ
ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا
فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن
قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا
ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ
وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ
خَبِيرٌ{3} فَمَن لَّمْ يَجِدْ
فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ
مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن
يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ
يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ
سِتِّينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ
لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ
وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ
اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ
عَذَابٌ أَلِيمٌ{4}المجادلة.
س1008-
إِنَّ الَّذِينَ
يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ
مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَا
آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ
وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ
مُّهِينٌ{5}المجادلة.
ما
معنى : (يُحَادُّونَ) ,
(كُبِتُوا) ؟
جـ
- (يُحَادُّونَ) أي : يشاقون
الله ورسوله ويخالفون أمرهما ,
(كُبِتُوا) : خُذِلوا وأُهينوا
.
س1009- الله تعالى لا يخفى عليه
شيء وهو تعالى مطلع على أمور
عباده ومعهم وما يتناجى ثلاثة أو
أربعة أو خمسة إلا وهو تعالى معهم
بعلمه في أيِّ مكان كانوا, لا
يخفى عليه شيء من أمرهم, ثم
يخبرهم تعالى يوم القيامة بما
عملوا من خير وشر ويجازيهم عليه
وهو بكل شيء عليم. اذكر الآية
الدالة على هذا المعنى .
جـ
-
أَلَمْ تَرَ
أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي
الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن
نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ
رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ
إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا
أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا
أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ
أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ
يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا
يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ
اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ
عَلِيمٌ{7}المجادلة.
س1010-
أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى
ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا
عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ
بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا
جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ
يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ
وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ
لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ
بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ
جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ
الْمَصِيرُ{8}المجادلة.
فسر
الآية الكريمة.
جـ
- ألم تر -أيها الرسول- إلى
اليهود الذين نُهوا عن الحديث
سرًّا بما يثير الشك في نفوس
المؤمنين, ثم يرجعون إلى ما
نُهوا عنه، ويتحدثون سرًّا بما
هو إثم وعدوان ومخالفة لأمر
الرسول؟ وإذا جاءك -أيها
الرسول- هؤلاء اليهود لأمر من
الأمور حيَّوك بغير التحية التي
جعلها الله لك تحية، فقالوا:
(السام عليك) أي: الموت لك,
ويقولون فيما بينهم: هلا
يعاقبنا الله بما نقول لمحمد إن
كان رسولا حقًا, تكفيهم جهنم
يدخلونها, ويقاسون حرها، فبئس
المرجع هي.
س1011- ما آداب المناجاة أو
التحدث سراً بين الناس ؟
جـ -
آداب المناجاة :
يا
أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله
وعملوا بشرعه, إذا تحدثتم فيما
بينكم سرًا:
فلا
تتحدثوا بما فيه إثم من القول.
أو
بما هو عدوان على غيركم.
أو
مخالفة لأمر الرسول.
وتحدثوا بما فيه خير وطاعة
وإحسان، وخافوا الله بامتثالكم
أوامره واجتنابكم نواهيه، فإليه
وحده مرجعكم بجميع أعمالكم
وأقوالكم التي أحصاها عليكم,
وسيجازيكم بها.
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا
تَنَاجَيْتُمْ فَلَا
تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ
الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا
بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي
إِلَيْهِ
تُحْشَرُونَ{9}المجادلة.
س1012-
إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ
الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ
الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ
بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا
بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ
فَلْيَتَوَكَّلِ
الْمُؤْمِنُونَ{10}المجادلة.
ما
معنى : (إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ
الشَّيْطَانِ) ؟
جـ
- إنما التحدث خفية بالإثم
والعدوان من وسوسة للشيطان، فهو
المزيِّن لها, والحامل عليها .
س1013-
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ
لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي
الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا
يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا
قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ
آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ
أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ
وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ
خَبِيرٌ{11}المجادلة.
فسر
الآية الكريمة.
جـ
- يا أيها الذين صدَّقوا الله
ورسوله وعملوا بشرعه, إذا طُلب
منكم أن يوسع بعضكم لبعض
المجالس فأوسعوا، يوسع الله
عليكم في الدنيا والآخرة، وإذا
طلب منكم- أيها المؤمنون- أن
تقوموا من مجالسكم لأمر من
الأمور التي يكون فيها خير لكم
فقوموا، يرفع الله مكانة
المؤمنين المخلصين منكم، ويرفع
مكانة أهل العلم درجات كثيرة في
الثواب ومراتب الرضوان, والله
تعالى خبير بأعمالكم لا يخفى
عليه شيء منها, وهو مجازيكم
عليها. وفي الآية تنويه بمكانة
العلماء وفضلهم، ورفع درجاتهم.
س1014-
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا
نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ
فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ
نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ
خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن
لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ
غَفُورٌ رَّحِيمٌ{12}
أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا
بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ
صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا
وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ
فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا
الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ
وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ
بِمَا تَعْمَلُونَ{13}المجادلة.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- يا أيها الذين صدَّقوا الله
ورسوله وعملوا بشرعه, إذا أردتم
أن تُكلِّموا رسول الله صلى
الله عليه وسلم سرًّا بينكم
وبينه، فقدِّموا قبل ذلك صدقة
لأهل الحاجة, ذلك خير لكم لما
فيه من الثواب, وأزكى لقلوبكم
من المآثم، فإن لم تجدوا ما
تتصدقون به فلا حرج عليكم؛ فإن
الله غفور لعباده المؤمنين,
رحيم بهم. أخشيتم الفقر إذا
قدَّمتم صدقة قبل مناجاتكم رسول
الله؟ فإذْ لم تفعلوا ما أُمرتم
به، وتاب الله عليكم, ورخَّص
لكم في ألا تفعلوه، فاثبتوا
وداوموا على إقام الصلاة وإيتاء
الزكاة وطاعة الله ورسوله في كل
ما أُمرتم به, والله سبحانه
خبير بأعمالكم, ومجازيكم عليها.
س1015-
أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً
غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا
هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ
وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ
وَهُمْ يَعْلَمُونَ{14} أَعَدَّ
اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً
إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ{15} اتَّخَذُوا
أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا
عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ
عَذَابٌ مُّهِينٌ{16} لَن
تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ
وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ
شَيْئاً أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ
النَّارِ هُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ{17} يَوْمَ
يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً
فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا
يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ
أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا
إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ{18}
اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ
الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ
اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ
الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ
الشَّيْطَانِ هُمُ
الْخَاسِرُونَ{19}المجادلة.
على
من تتحدث الآيات الكريمة ؟ فسرها
.
جـ -
تتحدث عن المنافقين .
ألم تر إلى المنافقين الذين
اتخذوا اليهود أصدقاء ووالوهم؟
والمنافقون في الحقيقة ليسوا من
المسلمين ولا من اليهود،
ويحلفون كذبًا أنهم مسلمون،
وأنك رسول الله, وهم يعلمون
أنهم كاذبون فيما حلفوا عليه.
أعدَّ الله لهؤلاء المنافقين
عذابًا بالغ الشدة والألم, إنهم
ساء ما كانوا يعملون من النفاق
والحلف على الكذب. اتخذ
المنافقون أيمانهم الكاذبة
وقاية لهم من القتل بسبب كفرهم,
ولمنع المسلمين عن قتالهم وأخذ
أموالهم, فبسبب ذلك صدُّوا
أنفسهم وغيرهم عن سبيل الله وهو
الإسلام، فلهم عذاب مُذلٌّ في
النار؛ لاستكبارهم عن الإيمان
بالله ورسوله وصدِّهم عن سبيله.
لن تدفع عن المنافقين أموالهم
ولا أولادهم مِن عذاب الله
شيئًا، أولئك أهل النار
يدخلونها فيبقون فيها أبدا, لا
يخرجون منها. وهذا الجزاء يعم
كلَّ من صدَّ عن دين الله بقوله
أو فعله. يوم القيامة يبعث الله
المنافقين جميعًا من قبورهم
أحياء, فيحلفون له أنهم كانوا
مؤمنين، كما كانوا يحلفون لكم-
أيها المؤمنون- في الدنيا,
ويعتقدون أن ذلك ينفعهم عند
الله كما كان ينفعهم في الدنيا
عند المسلمين, ألا إنهم هم
البالغون في الكذب حدًا لم
يبلغه غيرهم. غلب عليهم
الشيطان، واستولى عليهم, حتى
تركوا أوامر الله والعمل
بطاعته, أولئك حزب الشيطان
وأتباعه. ألا إن حزب الشيطان هم
الخاسرون في الدنيا والآخرة.
س1016-
لَا تَجِدُ
قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ
مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ
أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ
أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ
كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ
الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ
مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا
عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ
أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ{22}المجادلة.
فسر
الآية الكريمة.
جـ
- لا تجد -أيها الرسول- قومًا
يصدِّقون بالله واليوم الآخر،
ويعملون بما شرع الله لهم,
يحبون ويوالون مَن عادى الله
ورسوله وخالف أمرهما, ولو كانوا
آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم
أو أقرباءهم، أولئك الموالون في
الله والمعادون فيه ثَبَّتَ في
قلوبهم الإيمان, وقوَّاهم بنصر
منه وتأييد على عدوهم في
الدنيا، ويدخلهم في الآخرة جنات
تجري من تحت أشجارها الأنهار,
ماكثين فيها زمانًا ممتدًا لا
ينقطع، أحلَّ الله عليهم رضوانه
فلا يسخط عليهم, ورضوا عن ربهم
بما أعطاهم من الكرامات ورفيع
الدرجات, أولئك حزب الله
وأولياؤه, وأولئك هم الفائزون
بسعادة الدنيا والآخرة.
س1017-
هُوَ الَّذِي
أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ
أَهْلِ الْكِتَابِ مِن
دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ
مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا
وَظَنُّوا أَنَّهُم
مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ
اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ
حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا
وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ
الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم
بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي
الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا
أُولِي الْأَبْصَارِ{2} وَلَوْلَا
أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ
الْجَلَاء لَعَذَّبَهُمْ فِي
الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي
الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ{3}
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا
اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن
يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ
شَدِيدُ الْعِقَابِ{4} مَا
قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ
تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى
أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ
وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ{5}
وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى
رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا
أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ
خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ
اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى
مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{6} الحشر.
على
من تتحدث الآيات الكريمة ؟ اشرح
الآيات .
جـ-
تتحدث عن يهود بني النضير.
-
هو- سبحانه- الذي أخرج الذين
جحدوا نبوة محمد صلى الله عليه
وسلم، من أهل الكتاب, وهم يهود
بني النضير, من مساكنهم التي
جاوروا بها المسلمين حول
"المدينة", وذلك أول إخراج لهم
من "جزيرة العرب" إلى "الشام"(
وآخره أن أجلاهم عمرt
في خلافته إلى خيبر) ما ظننتم-
أيها المسلمون - أن يخرجوا من
ديارهم بهذا الذل والهوان; لشدة
بأسهم وقوة منعتهم, وظن اليهود
أن حصونهم تدفع عنهم بأس الله
ولا يقدر عليها أحد, فأتاهم
الله من حيث لم يخطر لهم ببال,
وألقى في قلوبهم الخوف والفزع
الشديد, يُخْربون بيوتهم
بأيديهم وأيدي المؤمنين,
فاتعظوا يا أصحاب البصائر
السليمة والعقول الراجحة بما
جرى لهم. ولولا أن كتب الله
عليهم الخروج مِن ديارهم وقضاه,
لَعذَّبهم في الدنيا بالقتل
والسبي, ولهم في الآخرة عذاب
النار. ذلك- الذي أصاب اليهود
في الدنيا وما ينتظرهم في
الآخرة- لأنهم خالفوا أمر الله
وأمر رسوله أشدَّ المخالفة,
وحاربوهما وسعَوا في معصيتهما,
ومن يخالف الله ورسوله فإن الله
شديد العقاب له. ما قطعتم -أيها
المؤمنون- من نخلة أو تركتموها
قائمة على ساقها, من غير أن
تتعرضوا لها, فبإذن الله وأمره؛
وليُذلَّ بذلك الخارجين عن
طاعته المخالفين أمره ونهيه(
وهم اليهود وذلك في اعتراضهم أن
قطع الشجر المثمر فساد), حيث
سلَّطكم على قطع نخيلهم
وتحريقها. وما أفاءه الله على
رسوله من أموال يهود بني
النضير, فلم تركبوا لتحصيله
خيلا ولا إبلا ولكن الله يسلِّط
رسله على مَن يشاء مِن أعدائه,
فيستسلمون لهم بلا قتال, والفيء
ما أُخذ من أموال الكفار بحق من
غير قتال. والله على كل شيء
قدير لا يعجزه شيء.
س1018- لمن يعطى من المال الذي
أفاءه الله تعالى على رسوله
r
؟
جـ -
ما أفاءه الله على رسوله من أموال
مشركي أهل القرى من غير ركوب خيل
ولا إبل فلله ولرسوله, يُصْرف في
مصالح المسلمين العامة, ولذي
قرابة رسول الله صلى الله عليه
وسلم، واليتامى, وهم الأطفال
الفقراء الذين مات آباؤهم,
والمساكين, وهم أهل الحاجة
والفقر, وابن السبيل, وهو الغريب
المسافر الذي نَفِدت نفقته وانقطع
عنه ماله؛ وذلك حتى لا يكون المال
ملكًا متداولا بين الأغنياء
وحدهم, ويحرم منه الفقراء
والمساكين. وما أعطاكم الرسول من
مال, أو شرعه لكم مِن شرع, فخذوه,
وما نهاكم عن أَخْذه أو فِعْله
فانتهوا عنه, واتقوا الله بامتثال
أوامره وترك نواهيه. إن الله شديد
العقاب لمن عصاه وخالف أمره
ونهيه. والآية أصل في وجوب العمل
بالسنة: قولا أو فعلا أو تقريرًا.
وكذلك يُعطى من المال الذي أفاءه
الله على رسوله الفقراء
المهاجرون, الذين اضطرهم كفار
"مكة" إلى الخروج من ديارهم
وأموالهم يطلبون من الله أن يتفضل
عليهم بالرزق في الدنيا والرضوان
في الآخرة, وينصرون دين الله
ورسوله بالجهاد في سبيل الله,
أولئك هم الصادقون الذين صدَّقوا
قولهم بفعلهم. والذين استوطنوا
"المدينة", وآمنوا من قبل هجرة
المهاجرين -وهم الأنصار- يحبون
المهاجرين, ويواسونهم بأموالهم,
ولا يجدون في أنفسهم حسدًا لهم
مما أُعْطوا من مال الفيء وغيره,
ويُقَدِّمون المهاجرين وذوي
الحاجة على أنفسهم, ولو كان بهم
حاجة وفقر, ومن سَلِم من البخل
ومَنْعِ الفضل من المال فأولئك هم
الفائزون الذين فازوا بمطلوبهم.
والذين جاؤوا من المؤمنين من بعد
الأنصار والمهاجرين الأولين
يقولون: ربنا اغفر لنا ذنوبنا,
واغفر لإخواننا في الدين الذين
سبقونا بالإيمان, ولا تجعل في
قلوبنا حسدًا وحقدًا لأحد من أهل
الإيمان, ربنا إنك رؤوف بعبادك,
رحيم بهم. وفي الآية دلالة على
أنه ينبغي للمسلم أن يذكر سلفه
بخير, ويدعو لهم, وأن يحب صحابة
رسول الله, صلى الله عليه وسلم،
ويذكرهم بخير, ويترضى عنهم.
مَّا أَفَاء
اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ
أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ
وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي
الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى
وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ
السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ
دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء
مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ
الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا
نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ
اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ{7}
لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ
الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن
دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ
يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ
اللَّهِ وَرِضْوَاناً
وَيَنصُرُونَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ
الصَّادِقُونَ{8} وَالَّذِينَ
تَبَوَّؤُوا الدَّارَ
وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ
يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ
إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي
صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا
أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى
أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ
بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ
شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ
هُمُ الْمُفْلِحُونَ{9}
وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن
بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا
اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا
الَّذِينَ سَبَقُونَا
بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ
فِي قُلُوبِنَا غِلّاً
لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا
إِنَّكَ رَؤُوفٌ
رَّحِيمٌ{10}الحشر
س1019- بين الله تعالى طريقة قتال
اليهود للمسلمين , وحالتهم
النفسية فما هي ؟
جـ -
لا يواجهكم اليهود بقتال مجتمعين
إلا في قرى محصنة بالأسوار
والخنادق, أو من خلف الحيطان,
عداوتهم فيما بينهم شديدة, تظن
أنهم مجتمعون على كلمة واحدة,
ولكن قلوبهم متفرقة؛ وذلك بسبب
أنهم قوم لا يعقلون أمر الله ولا
يتدبرون آياته.
لَا
يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً
إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ
أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ
بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ
تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً
وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ
بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا
يَعْقِلُونَ{14}الحشر.
س1020-
كَمَثَلِ
الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
قَرِيباً ذَاقُوا وَبَالَ
أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ
أَلِيمٌ{15}الحشر.
من
الذين حلَّ بهم من عقوبة الله من
قبل يهود بني النضير ؟
جـ
- هم كفار قريش يوم " بدر",
ويهود بني قينقاع, حيث ذاقوا
سوء عاقبة كفرهم وعداوتهم لرسول
الله صلى الله عليه وسلم في
الدنيا, ولهم في الآخرة عذاب
أليم موجع.
س1021-
لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ
عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ
خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ
خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ
الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا
لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ
يَتَفَكَّرُونَ{21}الحشر.
فسر
الآية الكريمة.
جـ
- لو أنزلنا هذا القرآن على جبل
من الجبال, ففهم ما فيه مِن وعد
ووعيد, لأبصَرْته على قوته وشدة
صلابته وضخامته، خاضعًا ذليلا
متشققًا من خشية الله تعالى.
وتلك الأمثال نضربها ونوضحها
للناس ؛ لعلهم يتفكرون في قدرة
الله وعظمته. وفي الآية حث على
تدبر القرآن.
س1022- اذكر ثلاثة آيات متتالية
من القرآن الكريم بها أكثر أسماء
الله الحسنى . اشرحها .
جـ
- هو الله سبحانه وتعالى
المعبود بحق الذي لا إله سواه,
عالم السر والعلن, يعلم ما غاب
وما حضر, هو الرحمن الذي وسعت
رحمته كل شيء, الرحيم بأهل
الإيمان به. هو الله المعبود
بحق, الذي لا إله إلا هو, الملك
لجميع الأشياء, المتصرف فيها
بلا ممانعة ولا مدافعة,
المنزَّه عن كل نقص, الذي سلِم
من كل عيب, المصدِّق رسله
وأنبياءه بما ترسلهم به من
الآيات البينات, الرقيب على كل
خلقه في أعمالهم, العزيز الذي
لا يغالَب, الجبار الذي قهر
جميع العباد, وأذعن له سائر
الخلق, المتكبِّر الذي له
الكبرياء والعظمة. تنزَّه الله
تعالى عن كل ما يشركونه به في
عبادته. هو الله سبحانه وتعالى
الخالق المقدر للخلق، البارئ
المنشئ الموجد لهم على مقتضى
حكمته, المصوِّر خلقه كيف يشاء,
له سبحانه الأسماء الحسنى
والصفات العلى, يسبِّح له جميع
ما في السموات والأرض, وهو
العزيز شديد الانتقام مِن
أعدائه, الحكيم في تدبيره أمور
خلقه.
هُوَ اللَّهُ
الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
عَالِمُ الْغَيْبِ
وَالشَّهَادَةِ هُوَ
الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ{22}
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا
إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ
الْقُدُّوسُ السَّلَامُ
الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ
الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ
الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ
اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ{23}
هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ
الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ
الْأَسْمَاء الْحُسْنَى
يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَهُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ{24}الحشر.
س1023-
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لَا
تَتَّخِذُوا عَدُوِّي
وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء
تُلْقُونَ إِلَيْهِم
بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا
بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ
يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ
وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا
بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ
خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي
وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي
تُسِرُّونَ إِلَيْهِم
بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ
بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا
أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ
مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء
السَّبِيلِ{1}الممتحنة.
ما
مناسبة نزول هذه الآية الكريمة.
جـ
- عندما قصد النبي صلى الله
عليه وسلم غزو كفار مكة الذي
أسره إلي الصحابة , كتب حاطب بن
أبي بلتعة إليهم كتابا بذلك لما
له عندهم من الأولاد والأهل
المشركين فاسترده النبي صلى
الله عليه وسلم ممن أرسله معه
بإعلام الله تعالى له بذلك وقبل
النبي
r
عذر حاطب فيه .
س1024-
إِن يَثْقَفُوكُمْ
يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء
وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ
أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم
بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ
تَكْفُرُونَ{2}الممتحنة.
ما
معنى : ( يثقفوكم ) ؟
جـ
- أي : يظفروا بكم .
س1025-
لَن تَنفَعَكُمْ
أَرْحَامُكُمْ وَلَا
أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ
وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ
بَصِيرٌ{3}الممتحنة.
فسر
الآية الكريمة.
جـ
- لن تنفعكم أرحامكم أي قرابتكم
ولا أولادكم المشركون(أهل حاطب
بن أبي بلتعة) الذين لأجلهم
أسررتم الخبر, من العذاب في
الآخرة ويوم القيامة يفصل بينكم
وبينهم فتكونوا في الجنة وهم في
جملة الكفار في النار .
س1026-
رَبَّنَا لَا
تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ
كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا
رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ
الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ{5}الممتحنة.
كيف
يكون المؤمنون فتنة للذين كفروا ؟
جـ
- يكون المؤمنون فتنة للذين
كفروا بأن يسلط الكافرين عليهم
فيفتنوهم عن دينهم ، أو يظهروا
عليهم فيُفتنوا بذلك ويقولوا :
لو كان هؤلاء على حق, ما أصابهم
هذا العذاب, فيزدادوا كفرًا .
س1027- الكفار أو أصحاب الملل
الأخرى الذين يعيشون بين أظهر
المسلمين , هل نكرمهم بالخير
ونحسن إليهم ونعدل فيهم طالما لم
يقاتلوا المسلمين ولم يخرجوهم من
ديارهم أم ماذا نفعل معهم ؟ وما
الدليل .
جـ -
نعم نكرمهم ونحسن إليهم ونعدل
فيهم ما داموا لم يقاتلوا
المسلمين ليخرجوهم من ديارهم .
الدليل :
لَا يَنْهَاكُمُ
اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ
يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ
وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن
دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ
وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ
اللَّهَ يُحِبُّ
الْمُقْسِطِينَ{8} إِنَّمَا
يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ
الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي
الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن
دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى
إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ
وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ
هُمُ الظَّالِمُونَ{9}الممتحنة.
لا
ينهاكم الله - أيها المؤمنون-
عن الذين لم يقاتلوكم من الكفار
بسبب الدين, ولم يخرجوكم من
دياركم أن تكرموهم بالخير,
وتعدلوا فيهم بإحسانكم إليهم
وبرِّكم بهم. إن الله يحب الذين
يعدلون في أقوالهم وأفعالهم.
إنما ينهاكم الله عن الذين
قاتلوكم بسبب الدين وأخرجوكم من
دياركم, وعاونوا الكفار على
إخراجكم أن تولوهم بالنصرة
والمودة, ومن يتخذهم أنصارًا
على المؤمنين وأحبابًا, فأولئك
هم الظالمون لأنفسهم, الخارجون
عن حدود الله.
س1028-
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ
الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ
فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ
أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ
عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ
فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى
الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ
لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ
لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا
وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن
تَنكِحُوهُنَّ إِذَا
آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ
وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ
الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا
أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا
أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ
اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ
وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{10}
وَإِن فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِّنْ
أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ
فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ
ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُم مِّثْلَ
مَا أَنفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ
الَّذِي أَنتُم بِهِ
مُؤْمِنُونَ{11}الممتحنة.
متى
نزلت هذه الآيات الكريمة . اشرحها
.
جـ -
بعد صلح الحديبية .
يا
أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله
وعملوا بشرعه, إذا جاءكم النساء
المؤمنات مهاجرات من دار الكفر
إلى دار الإسلام, فاختبروهن؛
لتعلموا صدق إيمانهن, الله أعلم
بحقيقة إيمانهن, فإن علمتموهن
مؤمنات بحسب ما يظهر لكم من
العلامات والبينات, فلا
تردُّوهن إلى أزواجهن الكافرين,
فالنساء المؤمنات لا يحلُّ لهن
أن يتزوجن الكفار, ولا يحلُّ
للكفار أن يتزوجوا المؤمنات,
وأعطوا أزواج اللاتي أسلمن مثل
ما أنفقوا عليهن من المهور, ولا
إثم عليكم أن تتزوجوهن إذا
دفعتم لهنَّ مهورهن. ولا تمسكوا
بنكاح أزواجكم الكافرات,
واطلبوا من المشركين ما أنفقتم
من مهور نسائكم اللاتي ارتددن
عن الإسلام ولحقن بهم, وليطلبوا
هم ما أنفقوا من مهور نسائهم
المسلمات اللاتي أسلمن ولحقن
بكم, ذلكم الحكم المذكور في
الآية هو حكم الله يحكم به
بينكم فلا تخالفوه. والله عليم
لا يخفى عليه شيء, حكيم في
أقواله وأفعاله. وإن لحقت بعض
زوجاتكم مرتدات إلى الكفار, ولم
يعطكم الكفار مهورهن التي
دفعتموها لهن, ثم ظَفِرتم
بهؤلاء الكفار أو غيرهم
وانتصرتم عليهم, فأعطوا الذين
ذهبت أزواجهم من المسلمين من
الغنائم أو غيرها مثل ما أعطوهن
من المهور قبل ذلك, وخافوا الله
الذي أنتم به مؤمنون.
س1029- على أي شيء بين الله تعالى
للنبي
r
أن يوافق على مبايعة النساء
المؤمنات ويطلب لهن المغفرة ؟
جـ -
على الآتي :
-
ألا
يجعلن مع الله شريكًا في عبادته.
-
ولا
يسرقن شيئًا.
-
ولا
يزنين.
-
ولا
يقتلن أولادهن بعد الولادة أو
قبلها.
-
ولا
يُلحقن بأزواجهن أولادًا ليسوا
منهم.
-
ولا
يخالفن النبي
r
في معروف يأمرهن به.
يَا أَيُّهَا
النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ
الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ
عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ
بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا
يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ
وَلَا يَقْتُلْنَ
أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ
بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ
بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ
وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا
يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ
فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ
لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ
غَفُورٌ رَّحِيمٌ{12}الممتحنة.
س1030- اذكر الآيات التي تبين بغض
الله تعالى لمن يقول وينصح الناس
ولكنه لا يعمل بما ينصح ويقول ؟
جـ
-
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ
تَقُولُونَ مَا لَا
تَفْعَلُونَ{2} كَبُرَ مَقْتاً
عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا
مَا لَا تَفْعَلُونَ{3}الصف.
س1031- هل بشر عيسى
u
قومه بقدوم نبي من بعده ؟ ما
الدليل ؟
جـ -
نعم .
وَإِذْ قَالَ
عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا
بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي
رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم
مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ
يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ
وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي
مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ
فَلَمَّا جَاءهُم
بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا
سِحْرٌ مُّبِينٌ{6}الصف.
س1032- من أشد الناس ظلماً
وعدواناً ؟
جـ -
لا أحد أشد ظلما وعدواناً ممن
افترى على الله الكذب بنسبة
الشريك والولد إليه ووصف آياته
بالسحر.
وَمَنْ أَظْلَمُ
مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ
الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى
الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا
يَهْدِي الْقَوْمَ
الظَّالِمِينَ{7}الصف.
س1033-
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ
اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ
وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ
كَرِهَ الْكَافِرُونَ{8}الصف.
ما
هو نور الله الذي يريد الكافرون
أن يطفئوه بأفواههم ؟ وكيف يطفئوه
؟
جـ
- هو الحق الذي بُعِثَ به محمد
صلى الله عليه وسلم وهو القرآن
. يطفئوه بأقوالهم أنه سحر وشعر
وكهانة .
س1034- ما هي التجارة عظيمة الشأن
التي تنجي الذين آمنوا بالله
ورسوله من عذاب موجع ؟
جـ -
تتلخص هذه التجارة مع الله تعالى
في الآتي :
-
الإيمان بالله تعالى ورسولهr
.
-
الجهاد في سبيل الله تعالى
بالأموال والأنفس .
ومقابل ذلك :
-
يغفر الله تعالى لنا ذنوبنا .
-
يدخلنا جنات تجري من تحت أشجارها
الأنهار .
-
ونسكن في مساكن طاهرة زكية في
جنات ذات إقامة دائمة لا تنقطع .
-
ونصر من الله يأتينا , وفتح عاجل
يتم على أيدينا.
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ
أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ
تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ
أَلِيمٍ{10} تُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ
وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ
لَّكُمْ إِن كُنتُمْ
تَعْلَمُونَ{11} يَغْفِرْ
لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ
طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ
ذَلِكَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ{12} وَأُخْرَى
تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ
اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ
وَبَشِّرِ
الْمُؤْمِنِينَ{13}الصف.
س1035-
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا
أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ
عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي
إِلَى اللَّهِ قَالَ
الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ
اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ
مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ
وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ
فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا
عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا
ظَاهِرِينَ{14}الصف.
فسر
الآية الكريمة.
جـ
- يا أيها الذين صدَّقوا الله
ورسوله وعملوا بشرعه, كونوا
أنصارًا لدين الله, كما كان
أصفياء عيسى - وهم أول من آمن
به وكانوا اثني عشر رجلا من
الحور وهو البياض الخالص وقيل
كانوا قصارين يحورون الثياب أي
يبيضونها- أنصارًا لدين الله
حين قال لهم عيسى: مَن يتولى
منكم نصري وإعانتي فيما يُقرِّب
إلى الله؟ قالوا: نحن أنصار دين
الله, فاهتدت طائفة من بني
إسرائيل, وضلَّت طائفة, فأيدنا
الذين آمنوا بالله ورسوله,
ونصرناهم على مَن عاداهم مِن
فرق النصارى, فأصبحوا ظاهرين
عليهم؛ وذلك ببعثة محمد صلى
الله عليه وسلم.
س1036-
مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا
التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ
يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ
يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ
مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ
كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ
وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ
الظَّالِمِينَ{5}الجمعة.
وضح
المثل المذكور بالآية الكريمة.
جـ
- شَبَهُ اليهود الذين كُلِّفوا
العمل بالتوراة ثم لم يعملوا
بها, كشَبه الحمار الذي يحمل
كتبًا لا يدري ما فيها, قَبُحَ
مَثَلُ القوم الذين كذَّبوا
بآيات الله, ولم ينتفعوا بها,
والله لا يوفِّق القوم الظالمين
الذين يتجاوزون حدوده, ويخرجون
عن طاعته.
س1037-
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي
لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ
الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى
ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا
الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ
لَّكُمْ إِن كُنتُمْ
تَعْلَمُونَ{9} فَإِذَا قُضِيَتِ
الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي
الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ
اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ
كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ{10} وَإِذَا رَأَوْا
تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا
إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً
قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ
مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ
التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ
الرَّازِقِينَ{11}الجمعة.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- يا أيها الذين صدَّقوا الله
ورسوله وعملوا بشرعه, إذا نادى
المؤذن للصلاة في يوم الجمعة,
فامضوا إلى سماع الخطبة وأداء
الصلاة, واتركوا البيع, وكذلك
الشراء وجميع ما يَشْغَلُكم
عنها, ذلك الذي أُمرتم به خير
لكم؛ لما فيه من غفران ذنوبكم
ومثوبة الله لكم, إن كنتم
تعلمون مصالح أنفسكم فافعلوا
ذلك. وفي الآية دليل على وجوب
حضور الجمعة واستماع الخطبة.
فإذا سمعتم الخطبة, وأدَّيتم
الصلاة, فانتشروا في الأرض,
واطلبوا من رزق الله بسعيكم,
واذكروا الله كثيرًا في جميع
أحوالكم؛ لعلكم تفوزون بخيري
الدنيا والآخرة. إذا رأى بعض
المسلمين تجارة أو شيئًا مِن
لهو الدنيا وزينتها تفرَّقوا
إليها, وتركوك -أيها النبي-
قائمًا على المنبر تخطب, قل
لهم- أيها النبي-: ما عند الله
من الثواب والنعيم أنفع لكم من
اللهو ومن التجارة, والله-
وحده- خير مَن رزق وأعطى,
فاطلبوا منه, واستعينوا بطاعته
على نيل ما عنده من خيري الدنيا
والآخرة.
س1038-
إِذَا جَاءكَ
الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ
إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ
لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ
لَكَاذِبُونَ{1} اتَّخَذُوا
أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا
عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ
سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{2}
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ
كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى
قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا
يَفْقَهُونَ{3}المنافقون.
كيف
يكون المنافقون مؤمنون وكافرون في
نفس الوقت ؟
جـ
- لأنهم آمنوا في الظاهر, ثم
كفروا في الباطن.
س1039-
وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ
أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا
تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ
كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ
يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ
عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ
فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ
اللَّهُ أَنَّى
يُؤْفَكُونَ{4}المنافقون.
فسر
الآية الكريمة.
جـ
- وإذا نظرت إلى هؤلاء
المنافقين تعجبك هيئاتهم
ومناظرهم, وإن يتحدثوا تسمع
لحديثهم ; لفصاحة ألسنتهم, وهم
لفراغ قلوبهم من الإيمان,
وعقولهم من الفهم والعلم النافع
كالأخشاب الملقاة على الحائط,
التي لا حياة فيها, يظنون كل
صوت عال واقعًا عليهم وضارًا
بهم؛ لعلمهم بحقيقة حالهم,
ولفرط جبنهم, والرعب الذي
تمكَّن من قلوبهم, هم الأعداء
الحقيقيون شديدو العداوة لك
وللمؤمنين, فخذ حذرك منهم,
أخزاهم الله وطردهم من رحمته,
كيف ينصرفون عن الحق إلى ما هم
فيه من النفاق والضلال؟
س1040-
هُمُ الَّذِينَ
يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى
مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ
حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ
خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ
الْمُنَافِقِينَ لَا
يَفْقَهُونَ{7} يَقُولُونَ لَئِن
رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ
لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا
الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ
وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ
وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا
يَعْلَمُونَ{8}المنافقون.
اشرح
الآيات الكريمة.
جـ
- هؤلاء المنافقون هم الذين
يقولون لأهل "المدينة": لا
تنفقوا على أصحاب رسول الله من
المهاجرين حتى يتفرقوا عنه.
ولله وحده خزائن السموات والأرض
وما فيهما من أرزاق, يعطيها من
يشاء ويمنعها عمَّن يشاء, ولكن
المنافقين ليس لديهم فقه ولا
ينفعهم ذلك. يقول هؤلاء
المنافقون: لئن عُدْنا إلى
"المدينة" ليخرجنَّ فريقنا
الأعزُّ منها فريق المؤمنين
الأذل, ولله تعالى العزة
ولرسوله
r,
وللمؤمنين بالله ورسوله لا
لغيرهم, ولكن المنافقين لا
يعلمون لجهلهم بذلك.
س1041-
فَآمِنُوا
بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ
الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ
بِمَا تَعْمَلُونَ
خَبِيرٌ{8}التغابن.
ما
هو النور الذي أنزله الله تعالى ؟
جـ
- هو القرآن الكريم.
س1042-
يَوْمَ
يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ
ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن
يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ
صَالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ
سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ{9}التغابن.
ما
هو يوم التغابن ؟
جـ
- هو يوم القيامة وفيه يغبن
المؤمنون الكافرين بأخذ منازلهم
في الجنة , وهو يوم الحشر الذي
يحشر الله فيه الأولين
والآخرين, ذلك اليوم الذي يظهر
فيه الغُبْن والتفاوت بين
الخلق، فيغبن المؤمنون الكفار
والفاسقين: فأهل الإيمان يدخلون
الجنة برحمة الله، وأهل الكفر
يدخلون النار بعدل الله.
س1043- ما أصاب أحد من مكروه
فبإذن الله تعالى ويجب التسليم
بأمر الله تعالى . اذكر الآية
الكريمة.
جـ
-
مَا أَصَابَ مِن
مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ
اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن
بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ
وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ
عَلِيمٌ{11}التغابن.
س1044-
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ
أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ
عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ
وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا
وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ
غَفُورٌ رَّحِيمٌ{14} إِنَّمَا
أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ
فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ
أَجْرٌ عَظِيمٌ{15}التغابن.
كيف
يكون أزواجنا وأبنائنا عدو لنا ؟
جـ
- إذا صدونا عن سبيل الله ,
وثبطونا عن طاعته في التخلف عن
الخير . وهم ابتلاء واختبار لنا
.
س1045-
يَا أَيُّهَا
النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ
النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ
لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا
الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ
رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن
بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ
إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ
مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ
اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ
اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ
لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ
يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ
أَمْراً{1}الطلاق.
فسر
الآية الكريمة.
جـ
- يا أيها النبي إذا أردتم- أنت
والمؤمنون- أن تطلِّقوا نساءكم
فطلقوهن مستقبلات لعدتهن -أي في
طهر لم يقع فيه جماع، أو في
حَمْل ظاهر- واحفظوا العدة؛
لتعلموا وقت الرجعة إن أردتم أن
تراجعوهن, وخافوا الله ربكم, لا
تخرجوا المطلقات من البيوت التي
يسكنَّ فيها إلى أن تنقضي
عدتهن, وهي ثلاث حيضات لغير
الصغيرة والآيسة والحامل, ولا
يجوز لهن الخروج منها بأنفسهن،
إلا إذا فعلن فعلة منكرة ظاهرة
كالزنا, وتلك أحكام الله التي
شرعها لعباده, ومن يتجاوز أحكام
الله فقد ظلم نفسه, وأوردها
مورد الهلاك. لا تدري- أيها
المطلِّق-: لعل الله يحدث بعد
ذلك الطلاق أمرًا لا تتوقعه
فتراجعها.
س1046-
فَإِذَا بَلَغْنَ
أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ
بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ
بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ
عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا
الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ
يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل
لَّهُ مَخْرَجاً{2}الطلاق.
فسر
الآية الكريمة.
جـ
- فإذا قاربت المطلقات نهاية
عدتهن فراجعوهن مع حسن
المعاشرة, والإنفاق عليهن, أو
فارقوهن مع إيفاء حقهن, دون
المضارَّة لهن, وأشهدوا على
الرجعة أو المفارقة رجلين عدلين
منكم, وأدُّوا- أيها الشهود-
الشهادة خالصة لله لا لشيء آخر,
ذلك الذي أمركم الله به يوعظ به
مَن كان يؤمن بالله واليوم
الآخر. ومن يخف الله فيعمل بما
أمره به, ويجتنب ما نهاه عنه,
يجعل له مخرجًا من كل ضيق.
س1047- ما عدة كل من :
-
النساء المطلقات اللاتي انقطع
عنهنَّ دم الحيض؛ لكبر سنهنَّ.
-
والصغيرات اللاتي لم يحضن .
-
وذوات الحَمْل من النساء .
جـ -
النساء المطلقات اللاتي انقطع
عنهنَّ دم الحيض؛ لكبر سنهنَّ.
عدتهن ثلاثة أشهر.
-
والصغيرات اللاتي لم يحضن . عدتهن
ثلاثة أشهر.
-
وذوات الحَمْل من النساء . عدتهن
أن يضعن حَمْلهن.
وَاللَّائِي
يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن
نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ
فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ
أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ
يَحِضْنَ وَأُوْلَاتُ
الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن
يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن
يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ
مِنْ أَمْرِهِ
يُسْراً{4}الطلاق.
س1048-
أَسْكِنُوهُنَّ
مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن
وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ
لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِن
كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ
فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى
يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ
أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ
أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا
بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن
تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ
أُخْرَى{6}الطلاق.
فسر
الآية الكريمة.
جـ
- أسكنوا المطلقات من نسائكم في
أثناء عدتهن مثل سكناكم على قدر
سَعَتكم وطاقتكم, ولا تلحقوا
بهن ضررًا؛ لتضيِّقوا عليهن في
المسكن, إن كان نساؤكم المطلقات
ذوات حَمْل, فأنفقوا عليهن في
عدتهن حتى يضعن حَمْلهن, فإن
أرضعن لكم أولادهن منكم بأجرة,
فوفوهن أجورهن, وليأمر بعضكم
بعضًا بما عرف من سماحة وطيب
نفس, وإن لم تتفقوا على إرضاع
الأم, فستُرضع للأب مرضعة أخرى
غير الأم المطلقة.
س1049- ما سبب تنزيل هذه الآية
الكريمة؟
يَا أَيُّهَا
النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا
أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي
مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ
غَفُورٌ رَّحِيمٌ{1}التحريم.
جـ
- سبب التنزيل : عندما واقع
النبي
r
أمته ماريه
القبطية في بيت حفصة وكانت
غائبة فجاءت وشق عليها كون ذلك
في بيتها وعلى فراشها حينها قال
النبي
r
هي حرام علي ,
يريد بذلك مرضاة حفصة رضي الله
عنها .
س1050- شخص ما حلف يمين وأراد أن
يرجع فيه , فماذا يفعل ؟
جـ -
شرع الله تعالى للمؤمنين تحليل
أيمانهم إذا أرادوا الرجوع عنها
بأداء الكفارة وذلك بهذه الكيفية
:
إطعام عشرة مساكين, أو كسوتهم, أو
تحرير رقبة, فمن لم يجد فصيام
ثلاثة أيام.
قَدْ فَرَضَ
اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ
أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ
مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ
الْحَكِيمُ{2}التحريم.
س1051- ما قصة عائشة وحفصة رضي
الله عنهما من تحريم النبي
r
لمارية القبطية رضي الله عنها
عليه ؟
جـ -
أسرَّ النبيr
إلى زوجته حفصة - رضي الله عنها-
حديثا وهو تحريم ماريه وقال لها
لا تفشيه , فلما أخبرت به عائشة
رضي الله عنها, وأطلعه الله على
إفشائها سرَّه, أعلم حفصة بعض ما
أخبرت به, وأعرض عن إعلامها بعضه
تكرما, فلما أخبرها بما أفشت من
الحديث, قالت: مَن أخبرك بهذا؟
قال: أخبرني به الله العليم
الخبير, الذي لا تخفى عليه خافية.
إن ترجعا (حفصة وعائشة) إلى الله
فقد وُجد منكما ما يوجب التوبة
حيث مالت قلوبكما إلى محبة ما
كرهه رسول الله صلى الله عليه
وسلم, من إفشاء سرِّه, وإن
تتعاونا عليه بما يسوءه, فإن الله
وليه وناصره, وجبريل وصالح
المؤمنين, والملائكة بعد نصرة
الله أعوان له ونصراء على مَن
يؤذيه ويعاديه. عسى ربُّه إن
طلقكنَّ- أيتها الزوجات- أن
يزوِّجه بدلا منكن زوجات خاضعات
لله بالطاعة, مؤمنات بالله
ورسوله، مطيعات لله, راجعات إلى
ما يحبه الله مِن طاعته, كثيرات
العبادة له, صائمات, منهنَّ
الثيِّبات, ومنهن الأبكار.
وَإِذْ أَسَرَّ
النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ
أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا
نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ
اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ
بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ
فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ
قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا
قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ
الْخَبِيرُ{3} إِن تَتُوبَا
إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ
قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا
عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ
مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ
وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ
ظَهِيرٌ{4} عَسَى رَبُّهُ إِن
طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ
أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ
مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ
قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ
عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ
ثَيِّبَاتٍ
وَأَبْكَاراً{5}التحريم.
س1052-
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى
اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى
رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ
سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي
اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ
آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى
بَيْنَ أَيْدِيهِمْ
وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ
رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا
وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{8}التحريم.
فسر
الآية الكريمة.
جـ
- يا أيها الذين صدَّقوا الله
ورسوله وعملوا بشرعه, ارجعوا عن
ذنوبكم إلى طاعة الله رجوعا لا
معصية بعده, عسى ربكم أن يمحو
عنكم سيئات أعمالكم, وأن يدخلكم
جنات تجري من تحت قصورها
الأنهار, يوم لا يخزي الله
النبي والذين آمنوا معه, ولا
يعذبهم, بل يُعلي شأنهم, نور
هؤلاء يسير أمامهم وبأيمانهم,
يقولون: ربنا أتمم لنا نورنا
حتى نجوز الصراط, ونهتدي إلى
الجنة, واعف عنَّا وتجاوز عن
ذنوبنا واسترها علينا, إنك على
كل شيء قدير.
س1053- القرب من الأنبياء,
والصالحين, لا يفيد شيئا مع العمل
السيِّئ.اذكر الدليل على هذا
القول.
جـ
-
ضَرَبَ اللَّهُ
مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا
اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ
لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ
عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا
صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا
فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا
مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ
ادْخُلَا النَّارَ مَعَ
الدَّاخِلِينَ{10}التحريم.
ضرب الله مثلا لحال الكفرة - في
مخالطتهم المسلمين وقربهم منهم
ومعاشرتهم لهم, وأن ذلك لا
ينفعهم لكفرهم بالله- بحال زوجة
نبي الله نوح, وزوجة نبي الله
لوط: حيث كانتا في عصمة عبدَين
من عبادنا صالحين, فوقعت منهما
الخيانة لهما في الدين, فقد
كانتا كافرتين, فلم يدفع هذان
الرسولان عن زوجتيهما من عذاب
الله شيئًا, وقيل للزوجتين:
ادخلا النار مع الداخلين فيها.
وفي ضرب هذا المثل دليل على أن
القرب من الأنبياء, والصالحين,
لا يفيد شيئا مع العمل السيِّئ.
س1054- اذكر مثال لامرأة مؤمنة في
بيت كافر.
وَضَرَبَ اللَّهُ
مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا
اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ
قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ
بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ
وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ
وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ
الْقَوْمِ
الظَّالِمِينَ{11}التحريم.
جـ
- وضرب الله مثلا لحال
المؤمنين- الذين صدَّقوا الله,
وعبدوه وحده, وعملوا بشرعه,
وأنهم لا تضرهم مخالطة الكافرين
في معاملتهم- بحال زوجة فرعون
التي كانت في عصمة أشد الكافرين
بالله, وهي مؤمنة بالله, حين
قالت: رب ابْنِ لي دارًا عندك
في الجنة, وأنقذني من سلطان
فرعون وفتنته, ومما يصدر عنه من
أعمال الشر, وأنقذني من القوم
التابعين له في الظلم والضلال,
ومن عذابهم.
س1055-
الَّذِي خَلَقَ
سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا
تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن
تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ
هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ{3} ثُمَّ
ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ
يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ
خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ{4}الملك.
ما
معنى : تفاوت , فطور , كرتين ,
خَاسِأً , حسير .
جـ
- تفاوت : اختلاف و تباين ,
فطور : شقوق أو صدوع , خَاسِأً
: ذليلا صاغرًا , حسير : متعب
كليل.
س1056-
إِنَّ الَّذِينَ
يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ
لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ
كَبِيرٌ{12}الملك.
فسر
الآية الكريمة.
جـ
- إن الذين يخافون ربهم,
فيعبدونه, ولا يعصونه وهم
غائبون عن أعين الناس, ويخشون
العذاب في الآخرة قبل معاينته,
لهم عفو من الله عن ذنوبهم,
وثواب عظيم وهو الجنة.
س1057-
أَأَمِنتُم مَّن
فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ
بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ
تَمُورُ{16} أَمْ أَمِنتُم مَّن
فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ
عَلَيْكُمْ حَاصِباً
فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ
نَذِيرِ{17}الملك.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- هل أمنتم- يا كفار "مكة"-
الله الذي فوق السماء أن يخسف
بكم الأرض, فإذا هي تضطرب بكم
حتى تهلكوا؟ هل أمنتم الله الذي
فوق السماء أن يرسل عليكم ريحا
ترجمكم بالحجارة الصغيرة,
فستعلمون- أيها الكافرون- كيف
تحذيري لكم إذا عاينتم العذاب؟
ولا ينفعكم العلم حين ذلك. وفي
الآية إثبات العلو لله تعالى,
كما يليق بجلاله سبحانه.
س1058-
أَوَلَمْ يَرَوْا
إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ
صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا
يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ
إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ
بَصِيرٌ{19}الملك.
ما
معنى : صافات ويقبضن .
جـ
- باسطات أجنحتها عند طيرانها
في الهواء, ويضممنها إلى
جُنوبها .
س1059-
أَفَمَن يَمْشِي
مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى
أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى
صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{22}الملك.
ما
المثل الذي ضربه الله تعالى في
هذه الآية الكريمة؟
جـ
- هذا مثل ضربه الله للكافر
والمؤمن.
س1060-
فَلَمَّا رَأَوْهُ
زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ
الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا
الَّذِي كُنتُم بِهِ
تَدَّعُونَ{27}الملك.
ما
الذي رآه الكفار فسيئت وجوههم ؟
جـ
- فلما رأى الكفار عذاب الله
قريبًا منهم وعاينوه، ظهرت
الذلة والكآبة على وجوههم .
س1061-
قُلْ أَرَأَيْتُمْ
إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً
فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء
مَّعِينٍ{30}الملك.
ما
معنى : غورا , معين .
جـ -
غورا : صار ماؤكم الذي تشربون منه
ذاهبًا في الأرض لا تصلون إليه
بوسيلة.
ماء معين : ماء جارٍ على وجه
الأرض ظاهر للعيون .
س1062-
ن وَالْقَلَمِ
وَمَا يَسْطُرُونَ{1}القلم.
من
الذين يسطرون بالقلم؟
جـ
- هم الملائكة بما يكتبون في
اللوح المحفوظ , والناس بما
يكتبون من الخير والنفع
والعلوم.
س1063-
وَإِنَّكَ لَعَلى
خُلُقٍ عَظِيمٍ{4}القلم.
الحديث لمن في الآية الكريمة؟
جـ
- للنبي محمد
r
.
س1064-
فَلَا تُطِعِ
الْمُكَذِّبِينَ{8} وَدُّوا لَوْ
تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ{9} وَلَا
تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ
مَّهِينٍ{10} هَمَّازٍ مَّشَّاء
بِنَمِيمٍ{11} مَنَّاعٍ
لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ{12}
عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ
زَنِيمٍ{13} أَن كَانَ ذَا مَالٍ
وَبَنِينَ{14} إِذَا تُتْلَى
عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ
أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ{15}
سَنَسِمُهُ عَلَى
الْخُرْطُومِ{16}القلم.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ- فاثبت على ما أنت عليه
-أيها الرسول- من مخالفة
المكذبين ولا تطعهم. تمنَّوا
وأحبوا لو تلاينهم، وتصانعهم
على بعض ما هم عليه، فيلينون
لك. ولا تطع -أيها الرسول- كلَّ
إنسانٍ كثير الحلف كذاب حقير،
مغتاب للناس، يمشي بينهم
بالنميمة، وينقل حديث بعضهم إلى
بعض على وجه الإفساد بينهم،
بخيل بالمال ضنين به عن الحق،
شديد المنع للخير، متجاوز حدَّه
في العدوان على الناس وتناول
المحرمات، كثير الآثام، شديد في
كفره، فاحش لئيم، منسوب لغير
أبيه. ومن أجل أنه كان صاحب مال
وبنين طغى وتكبر عن الحق، فإذا
قرأ عليه أحد آيات القرآن كذَّب
بها، وقال: هذا أباطيل الأولين
وخرافاتهم. وهذه الآيات وإن
نزلت في بعض المشركين كالوليد
بن المغيرة، إلا أن فيها
تحذيرًا للمسلم من موافقة من
اتصف بهذه الصفات الذميمة.
سنجعل على أنفه علامة لازمة لا
تفارقه عقوبة له; ليكون مفتضحًا
بها أمام الناس.
س1065- ما هي قصة أصحاب الجنة ؟
جـ -
إنا اختبرنا أهل "مكة" بالجوع
والقحط، كما اختبرنا أصحاب
الحديقة حين حلفوا فيما بينهم,
ليقطعُنَّ ثمار حديقتهم مبكِّرين
في الصباح, فلا يَطْعَم منها
غيرهم من المساكين ونحوهم, ولم
يقولوا: إن شاء الله. فأنزل الله
عليها نارًا أحرقتها ليلا وهم
نائمون, فأصبحت محترقة سوداء
كالليل المظلم. فنادى بعضهم بعضًا
وقت الصباح: أن اذهبوا مبكرين إلى
زرعكم، إن كنتم مصرِّين على قطع
الثمار. فاندفعوا مسرعين، وهم
يتسارُّون بالحديث فيما بينهم:
بأن لا تمكِّنوا اليوم أحدا من
المساكين من دخول حديقتكم. وساروا
في أول النهار إلى حديقتهم على
قصدهم السيِّئ في منع المساكين من
ثمار الحديقة, وهم في غاية القدرة
على تنفيذه في زعمهم. فلما رأوا
حديقتهم محترقة أنكروها, وقالوا:
لقد أخطأنا الطريق إليها, فلما
عرفوا أنها هي جنتهم، قالوا: بل
نحن محرومون خيرها; بسبب عزمنا
على البخل ومنع المساكين. قال
أعدلهم: ألم أقل لكم هلا تستثنون
وتقولون: إن شاء الله؟ قالوا بعد
أن عادوا إلى رشدهم: تنزَّه الله
ربنا عن الظلم فيما أصابنا, بل
نحن كنا الظالمين لأنفسنا بترك
الاستثناء وقصدنا السيِّئ. فأقبل
بعضهم على بعض, يلوم كل منهم
الآخر على تركهم الاستثناء وعلى
قصدهم السيِّئ, قالوا: يا ويلنا
إنَّا كنا متجاوزين الحد في منعنا
الفقراء ومخالفة أمر الله، عسى
ربنا أن يعطينا أفضل من حديقتنا;
بسبب توبتنا واعترافنا بخطيئتنا.
إنا إلى ربنا وحده راغبون, راجون
العفو, طالبون الخير. مثل ذلك
العقاب الذي عاقبنا به أهل
الحديقة يكون عقابنا في الدنيا
لكل مَن خالف أمر الله, وبخل بما
آتاه الله من النعم فلم يؤدِّ حق
الله فيها, ولَعذاب الآخرة أعظم
وأشد مِن عذاب الدنيا, لو كانوا
يعلمون لانزجروا عن كل سبب يوجب
العقاب.
إِنَّا
بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا
أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ
أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا
مُصْبِحِينَ{17} وَلَا
يَسْتَثْنُونَ{18} فَطَافَ
عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن
رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ{19}
فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ{20}
فَتَنَادَوا مُصْبِحِينَ{21}
أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ
إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ{22}
فَانطَلَقُوا وَهُمْ
يَتَخَافَتُونَ{23} أَن لَّا
يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ
عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ{24}
وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ
قَادِرِينَ{25} فَلَمَّا
رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا
لَضَالُّونَ{26} بَلْ نَحْنُ
مَحْرُومُونَ{27} قَالَ
أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل
لَّكُمْ لَوْلَا
تُسَبِّحُونَ{28} قَالُوا
سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا
كُنَّا ظَالِمِينَ{29}
فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى
بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ{30}
قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا
كُنَّا طَاغِينَ{31} عَسَى
رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا
خَيْراً مِّنْهَا إِنَّا إِلَى
رَبِّنَا رَاغِبُونَ{32}
كَذَلِكَ الْعَذَابُ
وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ
أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا
يَعْلَمُونَ{33}القلم
.
س1066-
سَلْهُم أَيُّهُم
بِذَلِكَ زَعِيمٌ{40}القلم.
ما
معنى : زعيم .
جـ
- أي : كفيل وضامن .
س1067-
يَوْمَ يُكْشَفُ
عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى
السُّجُودِ فَلَا
يَسْتَطِيعُونَ{42} خَاشِعَةً
أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ
ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا
يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ
وَهُمْ سَالِمُونَ{43}القلم.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- يوم القيامة يشتد الأمر ويصعب
هوله, ويأتي الله تعالى لفصل
القضاء بين الخلائق، فيكشف عن
ساقه الكريمة التي لا يشبهها
شيء, قال صلى الله عليه وسلم:
"يكشف ربنا عن ساقه, فيسجد له
كل مؤمن ومؤمنة, ويبقى مَن كان
يسجد في الدنيا؛ رياء وسمعة,
فيذهب ليسجد, فيعود ظهره طبقًا
واحدًا" رواه البخاري ومسلم.
منكسرة أبصارهم لا يرفعونها،
تغشاهم ذلة شديدة مِن عذاب
الله, وقد كانوا في الدنيا
يُدْعَون إلى الصلاة لله
وعبادته, وهم أصحَّاء قادرون
عليها فلا يسجدون; تعظُّمًا
واستكبارًا.
س1068- يملي الله تعالى للكافرين
ويستدرجهم ثم يأخذهم أخذ عزيز
مقتدر.اذكر آيات تدل على ذلك
واشرحها .
فَذَرْنِي وَمَن
يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ
سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ
لَا يَعْلَمُونَ{44} وَأُمْلِي
لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي
مَتِينٌ{45}القلم.
جـ
- فذرني -أيها الرسول- ومَن
يكذِّب بهذا القرآن, فإن عليَّ
جزاءهم والانتقام منهم, سنمدهم
بالأموال والأولاد والنعم؛
استدراجًا لهم من حيث لا يشعرون
أنه سبب لإهلاكهم, وأُمهلهم
وأُطيل أعمارهم; ليزدادوا
إثمًا. إن كيدي بأهل الكفر
قويٌّ شديد.
س1069-
فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا
تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ
نَادَى وَهُوَ
مَكْظُومٌ{48}لَوْلَا أَن
تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن
رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاء
وَهُوَ مَذْمُومٌ{49}
فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ
مِنَ الصَّالِحِينَ{50}القلم.
من
هو صاحب الحوت وماذا كان دعاؤه ؟
جـ
- هو النبي يونس بن متى
u
, وكان دعاؤه وهو في بطن
الحوت(لا إله إلا أنت سبحانك
إني كنت من الظالمين).
س1070-
وَإِن يَكَادُ
الَّذِينَ كَفَرُوا
لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ
لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ
وَيَقُولُونَ إِنَّهُ
لَمَجْنُونٌ{51} وَمَا هُوَ
إِلَّا ذِكْرٌ
لِّلْعَالَمِينَ{52}القلم.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- وإن يكاد الكفار حين سمعوا
القرآن ليصيبونك -أيها الرسول-
بالعين؛ لبغضهم إياك، لولا
وقاية الله وحمايته لك،
ويقولون: -حسب أهوائهم- إنه
لمجنون. وما القرآن إلا موعظة
وتذكير للعالمين من الإنس
والجن.
س
1071-
الْحَاقَّةُ{1}
مَا الْحَاقَّةُ{2} وَمَا
أَدْرَاكَ مَا
الْحَاقَّةُ{3}الحاقة.
فسر
الآيات الكريمة .
جـ
- القيامة التي يحق فيها ما
أنكر من البعث والحساب والجزاء
أو المظهرة لذلك , ما القيامة
الواقعة حقًّا في صفتها وحالها؟
وذلك تعظيم لشأنها وأي شيء
أدراك -أيها الرسول- وعَرَّفك
حقيقة القيامة, وصَوَّر لك
هولها وشدتها؟
س1072-
فَأَمَّا ثَمُودُ
فَأُهْلِكُوا
بِالطَّاغِيَةِ{5}الحاقة.
ما
هي الطاغية ؟
جـ
- هي الصيحة العظيمة التي جاوزت
الحد في شدتها .
س1073- كم يوم سخر الله تعالى
الريح على قوم عاد ؟ وماذا حدث
لهم ؟
جـ -
سلَّطها الله عليهم سبع ليال
وثمانية أيام متتابعة, لا تَفْتُر
ولا تنقطع, فترى القوم في تلك
الليالي والأيام موتى كأنهم أصول
نخل خَرِبة متآكلة الأجواف.
وَأَمَّا عَادٌ
فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ
عَاتِيَةٍ{6} سَخَّرَهَا
عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ
وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ
حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ
فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ
أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ{7}
فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن
بَاقِيَةٍ{8}الحاقة.
س1074-
وَجَاء فِرْعَوْنُ
وَمَن قَبْلَهُ
وَالْمُؤْتَفِكَاتُ
بِالْخَاطِئَةِ{9}فَعَصَوْا
رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ
أَخْذَةً رَّابِيَةً{10}الحاقة.
ما
هي المؤتفكات ؟ وما هي الخاطئة
التي جاءت بها ؟ وما معنى (أخذة
رابية) ؟
جـ
- المؤتفكات هي قرى قوم لوط
u
, والخاطئة التي جاءت بها هي
الكفر والشرك والفواحش . ومعنى
أخذة رابية أي : أخذهم الله
أخذة بالغة في الشدة.
س1075-
إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء
حَمَلْنَاكُمْ فِي
الْجَارِيَةِ{11}الحاقة.
ما
هي الجارية ؟
جـ
- هي سفينة نوح
u
.
س1076- ماذا يحدث للأرض والجبال
والسماوات يوم القيامة ؟
جـ -
ترفع الملائكة الأرض والجبال عن
أماكنها فتكسرها فتدكها دكة واحدة
وتصدعت السماء, فهي يومئذ ضعيفة
مسترخية, لا تماسُك فيها ولا
صلابة .
فَإِذَا نُفِخَ
فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ
وَاحِدَةٌ{13} وَحُمِلَتِ
الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ
فَدُكَّتَا دَكَّةً
وَاحِدَةً{14} فَيَوْمَئِذٍ
وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ{15}
وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ
يَوْمَئِذٍ
وَاهِيَةٌ{16}الحاقة.
س1077- ما عدد الملائكة التي تحمل
عرش الله تعالى ؟
جـ -
ثمانية .
وَالْمَلَكُ
عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ
عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ
يَوْمَئِذٍ
ثَمَانِيَةٌ{17}الحاقة.
س1078- ماذا يحدث لمن أوتي كتابه
بشماله ولماذا يحدث له ذلك ؟
جـ -
يقال لخزنة جهنم: خذوا هذا المجرم
الأثيم, فاجمعوا يديه إلى عنقه
بالأغلال, ثم أدخلوه الجحيم
ليقاسي حرها, ثم في سلسلة من حديد
طولها سبعون ذراعًا فأدخلوه
فيها؛إنه كان لا يصدِّق بأن الله
هو الإله الحق وحده لا شريك له,
ولا يعمل بهديه, ولا يحث الناس في
الدنيا على إطعام أهل الحاجة من
المساكين وغيرهم. فليس لهذا
الكافر يوم القيامة قريب يدفع عنه
العذاب, وليس له طعام إلا مِن
صديد أهل النار, لا يأكله إلا
المذنبون المصرُّون على الكفر
بالله.
خُذُوهُ
فَغُلُّوهُ{30} ثُمَّ
الْجَحِيمَ صَلُّوهُ{31} ثُمَّ
فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا
سَبْعُونَ ذِرَاعاً
فَاسْلُكُوهُ{32} إِنَّهُ كَانَ
لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ
الْعَظِيمِ{33} وَلَا يَحُضُّ
عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ{34}
فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ
هَاهُنَا حَمِيمٌ{35} وَلَا
طَعَامٌ إِلَّا مِنْ
غِسْلِينٍ{36} لَا يَأْكُلُهُ
إِلَّا
الْخَاطِؤُونَ{37}الحاقة.
س1079-
إِنَّهُ لَقَوْلُ
رَسُولٍ كَرِيمٍ{40} وَمَا هُوَ
بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا
تُؤْمِنُونَ{41} وَلَا بِقَوْلِ
كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا
تَذَكَّرُونَ{42} تَنزِيلٌ مِّن
رَّبِّ الْعَالَمِينَ{43} وَلَوْ
تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ
الْأَقَاوِيلِ{44} لَأَخَذْنَا
مِنْهُ بِالْيَمِينِ{45} ثُمَّ
لَقَطَعْنَا مِنْهُ
الْوَتِينَ{46} فَمَا مِنكُم
مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ
حَاجِزِينَ{47} وَإِنَّهُ
لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ{48}
وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم
مُّكَذِّبِينَ{49} وَإِنَّهُ
لَحَسْرَةٌ عَلَى
الْكَافِرِينَ{50} وَإِنَّهُ
لَحَقُّ الْيَقِينِ{51} فَسَبِّحْ
بِاسْمِ رَبِّكَ
الْعَظِيمِ{52}الحاقة.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- إن القرآن لَكَلام الله,
يتلوه رسول عظيم الشرف والفضل,
وليس بقول شاعر كما تزعمون,
قليلا ما تؤمنون, وليس بسجع
كسجع الكهان, قليلا ما يكون
منكم تذكُّر وتأمُّل للفرق
بينهما, ولكنه كلام رب العالمين
الذي أنزله على رسوله محمد صلى
الله عليه وسلم. ولو ادَّعى
محمد علينا شيئًا لم نقله,
لانتقمنا وأخذنا منه باليمين أي
بالقوة والقدرة ثم لقطعنا منه
نياط قلبه وهو عرق متصل به إذا
انقطع مات صاحبه فلا يقدر أحد
منكم أن يحجز عنه عقابنا. إن
هذا القرآن لعظة للمتقين الذين
يمتثلون أوامر الله ويجتنبون
نواهيه. إنا لَنعلم أنَّ مِنكم
مَن يكذِّب بهذا القرآن مع وضوح
آياته, وإن التكذيب به لندامة
عظيمة على الكافرين به حين يرون
عذابهم ويرون نعيم المؤمنين به,
وإنه لحق ثابت ويقين لا شك فيه.
فنزِّه الله سبحانه عما لا يليق
بجلاله, واذكره باسمه العظيم.
س1080-
سَأَلَ سَائِلٌ
بِعَذَابٍ وَاقِعٍ{1}
لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ
دَافِعٌ{2} مِّنَ اللَّهِ ذِي
الْمَعَارِجِ{3} تَعْرُجُ
الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ
إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ
مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ
سَنَةٍ{4}المعارج.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- دعا داع من المشركين على نفسه
وقومه بنزول العذاب عليهم, وهو
واقع بهم يوم القيامة لا محالة,
ليس له مانع يمنعه من الله ذي
العلو والجلال ( صاحب مصاعد
الملائكة وهي السموات ) , تصعد
الملائكة وجبريل إليه تعالى في
يوم كان مقداره خمسين ألف سنة
من سني الدنيا بالنسبة إلى
الكافر لما يلقى فيه من الشدائد
وأما المؤمن فيكون عليه أخف من
صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا
(كما جاء في الحديث الشريف).
س1081-
يَوْمَ تَكُونُ
السَّمَاء كَالْمُهْلِ{8}
وَتَكُونُ الْجِبَالُ
كَالْعِهْنِ{9}المعارج.
ما
معنى : المهل , العهن .
جـ
- المهل : كذائب الفضة أو
حُثالة الزيت , العهن: كالصوف
المصبوغ المنفوش الذي ذَرَتْه
الريح.
س1082-
كَلَّا إِنَّهَا
لَظَى{15} نَزَّاعَةً
لِّلشَّوَى{16}تَدْعُو مَنْ
أَدْبَرَ وَتَوَلَّى{17} وَجَمَعَ
فَأَوْعَى{18}المعارج.
ما
معنى : لظى , نزاعة للشوى . وهل
تتكلم جهنم ؟ ولمن تتكلم ؟
جـ -
لظى : جهنم تتلظى نارها وتلتهب .
نزاعة للشوى : جمع شواة وهي
جلدة الرأس أي : تنزع بشدة حرها
جلدة الرأس.
نعم تتكلم جهنم فهي تنادي مَن
أعرض عن الحق في الدنيا, وترك
طاعة الله ورسوله, وجمع المال,
فوضعه في خزائنه, ولم يؤدِّ حق
الله فيه.
س1083- يقول الله تعالى إن
الإنسان جُبِلَ على الجزع وشدة
الحرص , إذا أصابه المكروه والعسر
فهو كثير الجزع والأسى ، وإذا
أصابه الخير واليسر فهو كثير
المنع والإمساك، ولكنه تعالى
استثنى المصلين من هذه الصفات
ووصفهم أنهم في جنات مكرمون , فما
صفات هؤلاء المصلين الذين
استثناهم الله تعالى ؟
جـ -
صفات المصلين الذين استثناهم الله
تعالى :
-
الذين يحافظون على أدائها في جميع
الأوقات، ولا يَشْغَلهم عنها
شاغل.
-
والذين في أموالــهم نصــيب
معيَّن فرضــه الله عليهم، وهو
الزكاة لمن يســألهم المعونة
ولمن
يتعفف عن سؤالها.
-
والذين يؤمنون بيوم الحساب
والجزاء فيستعدون له بالأعمال
الصالحة.
-
والذين هم خائفون من عذاب الله.
إن عذاب ربهم لا ينبغي أن يأمنه
أحد.
-
والذين هم حافظـون لفروجــهم عن
كل ما حرَّم الله عــليهم, إلا
على أزواجــــهم وإمائهم,
فإنهم غير مؤاخذين.
-
والذين هم حافظون لأمانات الله,
وأمانات العباد, وحافظون لعهودهم
مع الله تعالى ومع
العباد.
-
والذين يؤدُّون شهاداتهم بالحق
دون تغيير أو كتمان.
-
والذين يحافظون على أداء الصلاة
ولا يخلُّون بشيء من واجباتها.
إِنَّ
الْإِنسَانَ خُلِقَ
هَلُوعاً{19} إِذَا مَسَّهُ
الشَّرُّ جَزُوعاً{20} وَإِذَا
مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً{21}
إِلَّا الْمُصَلِّينَ{22}
الَّذِينَ هُمْ عَلَى
صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ{23}
وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ
حَقٌّ مَّعْلُومٌ{24}
لِّلسَّائِلِ
وَالْمَحْرُومِ{25} وَالَّذِينَ
يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ
الدِّينِ{26} وَالَّذِينَ هُم
مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم
مُّشْفِقُونَ{27} إِنَّ عَذَابَ
رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ{28}
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ
حَافِظُونَ{29} إِلَّا عَلَى
أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا
مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ
فَإِنَّهُمْ غَيْرُ
مَلُومِينَ{30} فَمَنِ ابْتَغَى
وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ
هُمُ الْعَادُونَ{31}
وَالَّذِينَ هُمْ
لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ
رَاعُونَ{32} وَالَّذِينَ هُم
بِشَهَادَاتِهِمْ
قَائِمُونَ{33} وَالَّذِينَ
هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ
يُحَافِظُونَ{34} أُوْلَئِكَ
فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ{35}
المعارج.
س1084-
فَمَالِ الَّذِينَ
كَفَرُوا قِبَلَكَ
مُهْطِعِينَ{36} عَنِ الْيَمِينِ
وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ{37}
أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ
مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ
نَعِيمٍ{38} كَلَّا إِنَّا
خَلَقْنَاهُم مِّمَّا
يَعْلَمُونَ{39}المعارج.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- فأيُّ دافع دفع هؤلاء الكفرة
إلى أن يسيروا نحوك -أيها
الرسول- مسرعين، وقد مدُّوا
أعناقهم إليك مقبلين بأبصارهم
عليك،يتجمعون عن يمينك وعن
شمالك حلقًا متعددة وجماعات
متفرقة يتحدثون ويتعجبون؟أيطمع
كل واحد من هؤلاء الكفار أن
يدخله الله جنة النعيم
الدائم؟ليس الأمر كما يطمعون،
فإنهم لا يدخلونها أبدًا. إنَّا
خلقناهم مما يعلمون مِن ماء
مهين كغيرهم، فلم يؤمنوا، فمن
أين يتشرفون بدخول جنة النعيم؟
س1085-
يَوْمَ
يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ
سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى
نُصُبٍ يُوفِضُونَ{43}المعارج.
ما
معنى : الْأَجْدَاثِ , إِلَى
نُصُبٍ يُوفِضُونَ .
جـ
- الْأَجْدَاثِ : أي القبور .
إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ : إلى
آلهتهم التي اختلقوها للعبادة
مِن دون الله, يهرولون ويسرعون.
س1086- كيف كانت دعوة نوح
u
لقومه , وماذا كانت استجابتهم له
؟
جـ -
قال نوح: رب إني دعوت قومي إلى
الإيمان بك وطاعتك في الليل
والنهار, فلم يزدهم دعائي لهم إلى
الإيمان إلا هربًا وإعراضًا عنه,
وإني كلما دعوتهم إلى الإيمان بك؛
ليكون سببًا في غفرانك ذنوبهم,
وضعوا أصابعهم في آذانهم ; كي لا
يسمعوا دعوة الحق, وتغطَّوا
بثيابهم؛ كي لا يروني, وأقاموا
على كفرهم, واستكبروا عن قَبول
الإيمان استكبارًا شديدًا, ثم إني
دعوتهم إلى الإيمان ظاهرًا علنًا
في غير خفاء, ثم إني أعلنت لهم
الدعوة بصوت مرتفع في حال, وأسررت
بها بصوت خفيٍّ في حال أخرى, فقلت
لقومي: سلوا ربكم غفران ذنوبكم,
وتوبوا إليه من كفركم, إنه تعالى
كان غفارًا لمن تاب من عباده ورجع
إليه.
قَالَ رَبِّ
إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي
لَيْلاً وَنَهَاراً{5} فَلَمْ
يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا
فِرَاراً{6} وَإِنِّي كُلَّمَا
دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ
جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي
آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا
ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا
وَاسْتَكْبَرُوا
اسْتِكْبَاراً{7} ثُمَّ إِنِّي
دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً{8} ثُمَّ
إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ
وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ
إِسْرَاراً{9} فَقُلْتُ
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ
إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً{10}
نوح.
س1087- ما هي ثمرات الاستغفار ؟
جـ
- ثمرات الاستغفار هي :
-
يُنْزِلِ الله المطر غزيرًا
متتابعًا.
-
ويكثرْ الأموال والأولاد .
-
ويجعلْ للمستغفرين حدائق
ينْعَمون بثمارها وجمالها.
-
ويجعل لهم الأنهار التي يسقون
منها زرعهم ومواشيهم.
فَقُلْتُ
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ
إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً{10}
يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم
مِّدْرَاراً{11} وَيُمْدِدْكُمْ
بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ
وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ
وَيَجْعَل لَّكُمْ
أَنْهَاراً{12}نوح.
س1088-
مَّا لَكُمْ لَا
تَرْجُونَ لِلَّهِ
وَقَاراً{13}نوح.
ما
معنى : لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ
وَقَاراً .
جـ
- أي : لا تخافون عظمة الله
وسلطانه .
س1089-
وَقَدْ خَلَقَكُمْ
أَطْوَاراً{14}نوح.
ما
هي هذه الأطوار؟
جـ
- وقد خلقكم في أطوار متدرجة:
نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظامًا
ولحمًا؟
س1090- جنس بني آدم له ثلاثة
مراحل حتى البعث . فما هي ؟
جـ -
والله خلقكم من الأرض إذ خلق
أباكم آدم منها.
- ثم
يعيدكم فيها مقبورين.
- ثم
يخرجكم للبعث .
وَاللَّهُ
أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ
نَبَاتاً{17} ثُمَّ يُعِيدُكُمْ
فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ
إِخْرَاجاً{18}نوح.
س1091-
قَالَ نُوحٌ
رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي
وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ
مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا
خَسَاراً{21} وَمَكَرُوا مَكْراً
كُبَّاراً{22} وَقَالُوا لَا
تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا
تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً
وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ
وَنَسْراً{23} وَقَدْ أَضَلُّوا
كَثِيراً وَلَا تَزِدِ
الظَّالِمِينَ إِلَّا
ضَلَالاً{24} نوح.
ما
قصة الأصنام التي كان يعبدها قوم
نوح
u
؟
جـ
- مكر رؤساء الضلال من قوم نوح
u
بتابعيهم من الضعفاء مكرًا
عظيمًا, وقالوا لهم: لا تتركوا
عبادة آلهتكم إلى عبادة الله
وحده, التي يدعو إليها نوح, ولا
تتركوا وَدًّا ولا سُواعًا ولا
يغوث ويعوق ونَسْرا - وهذه
أسماء أصنامهم التي كانوا
يعبدونها من دون الله, وكانت
أسماء رجال صالحين, لما ماتوا
أوحى الشيطان إلى قومهم أن
يقيموا لهم التماثيل والصور;
لينشطوا- بزعمهم- على الطاعة
إذا رأوها, فلما ذهب هؤلاء
القوم وطال الأمد, وخَلَفهم
غيرهم, وسوس لهم الشيطان بأن
أسلافهم كانوا يعبدون التماثيل
والصور, ويتوسلون بها, وهذه هي
الحكمة من تحريم التماثيل,
وتحريم بناء القباب على القبور;
لأنها تصير مع تطاول الزمن
معبودة للجهال.
س1092- ماذا كان دعاء نوح
u
على قومه الكافرين ولأهله
المؤمنين ؟
جـ -
وقال نوح -عليه السلام- بعد يأسه
من فهمه: ربِّ لا تترك من
الكافرين بك أحدًا حيًّا على
الأرض يدور ويتحرك. إنك إن تتركهم
دون إهلاك يُضلوا عبادك الذين قد
آمنوا بك عن طريق الحق, ولا يأت
من أصلابهم وأرحامهم إلا مائل عن
الحق شديد الكفر بك والعصيان لك.
ربِّ اغفر لي ولوالديَّ ولمن دخل
بيتي مؤمنًا, وللمؤمنين والمؤمنات
بك, ولا تزد الكافرين إلا هلاكًا
وخسرانًا في الدنيا والآخرة.
وَقَالَ نُوحٌ
رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى
الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ
دَيَّاراً{26} إِنَّكَ إِن
تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ
وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً
كَفَّاراً{27} رَبِّ اغْفِرْ
لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن
دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً
وَلِلْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ
الظَّالِمِينَ إِلَّا
تَبَاراً{28}نوح.
س1093- ماذا قال الجن لقومهم
عندما سمعوا تلاوة محمد
r
للقرآن ؟
جـ
- قل - أيها الرسول- : أوحى
الله إليَّ أنَّ جماعة من الجن
قد استمعوا لتلاوتي للقرآن،
فلما سمعوه قالوا لقومهم: إنا
سمعنا قرآنًا بديعًا في بلاغته
وفصاحته وحكمه وأحكامه وأخباره,
يدعو إلى الحق والهدى، فصدَّقنا
بهذا القرآن وعملنا به, ولن
نشرك بربنا الذي خلقنا أحدًا في
عبادته. وأنه تعالَتْ عظمة ربنا
وجلاله, ما اتخذ زوجة ولا
ولدًا. وأن سفيهنا- وهو إبليس-
كان يقول على الله تعالى قولا
بعيدًا عن الحق والصواب، مِن
دعوى الصاحبة والولد.
قُلْ أُوحِيَ
إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ
نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ
فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا
قُرْآناً عَجَباً{1} يَهْدِي
إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ
وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا
أَحَداً{2}وَأَنَّهُ تَعَالَى
جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ
صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً{3}
وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ
سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ
شَطَطاً{4} الجن.
س1094-
وَأَنَّهُ كَانَ
رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ
يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ
الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ
رَهَقاً{6}الجن.
فسر
الآية الكريمة.
جـ
- وأنه كان رجال من الإنس
يستجيرون برجال من الجن, فزاد
رجالُ الجنِّ الإنسَ باستعاذتهم
بهم خوفًا وإرهابًا ورعبًا.
وهذه الاستعاذة بغير الله, التي
نعاها الله على أهل الجاهلية,
من الشرك الأكبر، الذي لا يغفره
الله إلا بالتوبة النصوح منه.
وفي الآية تحذير شديد من اللجوء
إلى السحرة والمشعوذين
وأشباههم.
س1095- هل يستطيع الجن استراق
السمع من السماء لمعرفة أخبارها ؟
ما الدليل ؟
جـ -
لا يستطيع الجن ذلك . والدليل :
وَأَنَّا
لَمَسْنَا السَّمَاء
فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً
شَدِيداً وَشُهُباً{8} وَأَنَّا
كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا
مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن
يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ
شِهَاباً رَّصَداً{9}الجن.
وأنَّا- معشر الجن- طلبنا بلوغ
السماء؛ لاستماع كلام أهلها,
فوجدناها مُلئت بالملائكة
الكثيرين الذين يحرسونها,
وبالشهب المحرقة التي يُرمى بها
مَن يقترب منها. وأنا كنا قبل
ذلك نتخذ من السماء مواضع;
لنستمع إلى أخبارها, فمن يحاول
الآن استراق السمع يجد له
شهابًا بالمرصاد, يُحرقه
ويهلكه. وفي هاتين الآيتين
إبطال مزاعم السحرة والمشعوذين,
الذين يدَّعون علم الغيب،
ويغررون بضعفة العقول؛ بكذبهم
وافترائهم.
س1096- هل من الجن مسلمون وكافرون
؟
جـ -
نعم .
وَأَنَّا مِنَّا
الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ
ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ
قِدَداً{11}الجن.
-
وأنا منا الأبرار المتقون، ومنا
قوم دون ذلك كفار و فساق, كنا
فرقًا ومذاهب مختلفة.
وَأَنَّا مِنَّا
الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا
الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ
فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا
رَشَداً{14} وَأَمَّا
الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا
لِجَهَنَّمَ حَطَباً{15}الجن.
وأنا منا الخاضعون لله بالطاعة,
ومنا الجائرون الظالمون الذين
حادوا عن طريق الحق، فمن أسلم
وخضع لله بالطاعة, فأولئك الذين
قصدوا طريق الحق والصواب,
واجتهدوا في اختياره فهداهم
الله إليه, وأما الجائرون عن
طريق الإسلام فكانوا وَقودًا
لجهنم.
س1097- المساجد بيوت الله تعالى
فلا يعبد فيها أحد سوى الله تعالى
.
اذكر
الآية الكريمة الدالة على ذلك .
جـ
-
وَأَنَّ
الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا
تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ
أَحَداً{18}الجن.
س1098-
وَأَنَّهُ لَمَّا
قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ
كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ
لِبَداً{19}الجن.
فسر
الآية الكريمة.
جـ
- وأنه لما قام محمد النبي صلى
الله عليه وسلم يعبد الله تعالى
ويقرأ القرآن( ببطن نخل ) كاد
الجن المستمعون لقراءته يكونون
عليه لبدا أي : في ركوب بعضهم
بعضا ازدحاما حرصا على سماع
القرآن.
س1099-
قُلْ إِنِّي لَن
يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ
وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ
مُلْتَحَداً{22}الجن.
ما
معنى : لن يجيرني , ملتحدا .
جـ
- لن يجيرني : لن ينقذني .
ملتحدا : ملجأ أفرُّ إليه مِن
عذابه .
س1100- هل يظهر الله تعالى الغيب
لأحد ؟
جـ -
نعم يظهر الله تعالى الغيب لمن
اختاره لرسالته وارتضاه ولا يظهره
لأحد آخر .
عَالِمُ الْغَيْبِ
فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ
أَحَداً{26} إِلَّا مَنِ ارْتَضَى
مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ
مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ
خَلْفِهِ رَصَداً{27}الجن.
وهو سبحانه عالم بما غاب عن
الأبصار, فلا يظهر على غيبه
أحدًا من خلقه، إلا من اختاره
الله لرسالته وارتضاه، فإنه
يُطلعهم على بعض الغيب، ويرسل
من أمام الرسول ومن خلفه ملائكة
يحفظونه من الجن; لئلا يسترقوه
ويهمسوا به إلى الكهنة .
س1101-
لِيَعْلَمَ أَن
قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ
رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا
لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ
شَيْءٍ عَدَداً{28}الجن.
فسر
الآية الكريمة.
جـ
- ليعلم الرسول صلى الله عليه
وسلم, أن الرسل قبله كانوا على
مثل حاله من التبليغ بالحق
والصدق، وأنه حُفظ كما حُفظوا
من الجن, وأن الله سبحانه أحاط
علمه بما عندهم ظاهرًا وباطنًا
من الشرائع والأحكام وغيرها, لا
يفوته منها شيء, وأنه تعالى
أحصى كل شيء عددًا، فلم يَخْفَ
عليه منه شيء.
س1102-
يَا أَيُّهَا
الْمُزَّمِّلُ{1}المزمل.
من
هو المزمل ؟
جـ
- هو النبي
r
أي المتلفف أو
المتغطي بثيابه حين مجيء الوحي
.
س1103-
أَوْ زِدْ
عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ
تَرْتِيلاً{4}المزمل.
ما
معنى : وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ
تَرْتِيلاً .
جـ
- أي : واقرأ القرآن بتُؤَدَة
وتمهُّلٍ مبيِّنًا الحروف
والوقوف.
س1104-
إِنَّا سَنُلْقِي
عَلَيْكَ قَوْلاً
ثَقِيلاً{5}المزمل.
ما
هو القول الثقيل الذي سيلقيه الله
تعالى على محمدr
؟
جـ
- هو القرآن الكريم لما فيه من
الأوامر والنواهي والأحكام
الشرعية.
س1105- ما هو الوقت الذي يكون فيه
القلب أكثر خشوعاً لله تعالى في
العبادة ؟ ولماذا ؟
جـ -
فترة جوف الليل هي أشد تأثيرًا في
القلب, وأبين قولا لفراغ القلب
مِن مشاغل الدنيا.
إِنَّ نَاشِئَةَ
اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءاً
وَأَقْوَمُ قِيلاً{6}المزمل.
س1106-
وَاذْكُرِ اسْمَ
رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ
تَبْتِيلاً{8}المزمل.
ما
معنى : وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ
تَبْتِيلاً .
جـ
- أي : وانقطع إليه انقطاعًا
تامًا في عبادتك.
س1107-
إِنَّ لَدَيْنَا
أَنكَالاً وَجَحِيماً{12}
وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ
وَعَذَاباً أَلِيماً{13}المزمل.
ما
معنى : أَنكَالاً , ذَا غُصَّةٍ .
جـ -
أَنكَالاً : قيودًا ثقيلة
وطعامًا ذَا غُصَّةٍ : وطعامًا
كريهًا ينـــشَب في الحلوق لا
يستـــساغ وهو الزقــوم أو
الضريع أو
الغسلين أو شوك من نار .
س1108-
فَكَيْفَ
تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ
يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ
شِيباً{17} السَّمَاء مُنفَطِرٌ
بِهِ كَانَ وَعْدُهُ
مَفْعُولاً{18}المزمل.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- فكيف تَقُون أنفسكم- إن
كفرتم- عذاب يوم القيامة الذي
يشيب فيه الولدان الصغار; مِن
شدة هوله وكربه؟ السماء متصدعة
في ذلك اليوم; لشدة هوله, كان
وعد الله تعالى بمجيء ذلك اليوم
واقعًا لا محالة.
س1109-
إِنَّ رَبَّكَ
يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى
مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ
وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ
وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ
مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ
اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ
أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ
عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا
تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ
أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى
وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي
الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ
اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا
مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا
الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ
وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً
حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا
لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ
تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ
خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً
وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ
اللَّهَ غَفُورٌ
رَّحِيمٌ{20}المزمل.
فسر
الآية الكريمة.
جـ
- إن ربك -أيها النبي- يعلم أنك
تقوم للتهجد من الليل أقل من
ثلثيه حينًا, وتقوم نصفه حينًا,
وتقوم ثلثه حينًا آخر, ويقوم
معك طائفة من أصحابك. والله
وحده هو الذي يقدِّر الليل
والنهار, ويعلم مقاديرهما, وما
يمضي ويبقى منهما, علم الله أنه
لا يمكنكم قيام الليل كله,
فخفَّف عليكم, فاقرؤوا في
الصلاة بالليل ما تيسر لكم
قراءته من القرآن, علم الله أنه
سيوجد فيكم مَن يُعجزه المرض عن
قيام الليل, ويوجد قوم آخرون
يتنقَّلون في الأرض للتجارة
والعمل يطلبون من رزق الله
الحلال, وقوم آخرون يجاهدون في
سبيل الله؛ لإعلاء كلمته ونشر
دينه, فاقرؤوا في صلاتكم ما
تيسَّر لكم من القرآن, وواظبوا
على فرائض الصلاة, وأعطوا
الزكاة الواجبة عليكم,
وتصدَّقوا في وجوه البر
والإحسان مِن أموالكم؛ ابتغاء
وجه الله, وما تفعلوا مِن وجوه
البر والخير وعمل الطاعات,
تلقَوا أجره وثوابه عند الله
يوم القيامة خيرًا مما قدَّمتم
في الدنيا, وأعظم منه ثوابًا,
واطلبوا مغفرة الله في جميع
أحوالكم, إن الله غفور لكم رحيم
بكم.
س1110-
يَا أَيُّهَا
الْمُدَّثِّرُ{1} قُمْ
فَأَنذِرْ{2} وَرَبَّكَ
فَكَبِّرْ{3} وَثِيَابَكَ
فَطَهِّرْ{4} وَالرُّجْزَ
فَاهْجُرْ{5} وَلَا تَمْنُن
تَسْتَكْثِرُ{6} وَلِرَبِّكَ
فَاصْبِرْ{7}المدثر.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- يا أيها المتغطي بثيابه , قم
مِن مضجعك, فحذِّر الناس من
عذاب الله , وخُصَّ ربك وحده
بالتعظيم والتوحيد والعبادة,
وَطَهِّر ثيابك من النجاسات؛
فإن طهارة الظاهر من تمام طهارة
الباطن, ودُمْ على هَجْر
الأصنام والأوثان وأعمال الشرك
كلها, فلا تقربها, ولا تُعط
العطيَّة؛ كي تلتمس أكثر
منها(وهذا خاص به صلى الله عليه
وسلم لأنه مأمور بأجمل الأخلاق
وأشرف الآداب), ولمرضاة ربك
فاصبر على الأوامر والنواهي.
س1111-
فَإِذَا نُقِرَ
فِي النَّاقُورِ{8}المدثر.
ما
معنى الناقور؟
جـ
- فإذا نُفخ في القرن أو الصور
نفخة البعث والنشور, وهي النفخة
الثانية .
س1112- ما قصة الوليد بن المغيرة
المخزومي وكلامه عن القرآن الكريم
وعن محمد
r
؟
جـ -
اتركني ومن خلقت منفردا بلا أهل
ولا مال وهو الوليد بن المغيرة
المخزومي وجعلت له مالا واسعا
متصلا من الزروع والضروع والتجارة
وبنين عشرة أو أكثر يشهدون
المحافل وتسمع شهاداتهم و بسطت له
في العيش والعمر والولد بسطاً ثم
يأمُل بعد هذا العطاء أن أزيد له
في ماله وولده, وقد كفر بي. ليس
الأمر كما يزعم هذا الفاجر
الأثيم, لا أزيده على ذلك؛ إنه
كان للقرآن وحجج الله على خلقه
معاندًا مكذبًا, سأكلفه مشقة من
العذاب أو جبلا من نار يصعد فيه
ثم يهوي أبدا , إنه فكر فيما يقول
في القرآن الذي سمعه من النبي
r
وقدر في نفسه ذلك
فَلُعِن، واستحق بذلك الهلاك, كيف
أعدَّ في نفسه هذا الطعن؟ ثم
لُعِن كذلك, ثم تأمَّل فيما قدَّر
وهيَّأ من الطعن في القرآن, ثم
قبض وجهه وكلحه ضيقا بما يقول و
زاد في القبض والكلوح ثم أدبر عن
الإيمان و تكبر عن إتباع النبي
r
فقال عن القرآن:
ما هذا الذي يقوله محمد إلا سحر
يُنْقل عن الأولين, ما هذا إلا
كلام المخلوقين تعلَّمه محمد
منهم, ثم ادَّعى أنه من عند الله.
سأدخله جهنم؛ كي يصلى حرَّها
ويحترق بنارها وما أعلمك أيُّ شيء
جهنم؟ لا تبقي لحمًا ولا تترك
عظمًا إلا أحرقته, مغيِّرة
للبشرة, مسوِّدة للجلود, محرقة
لها, يلي أمرها ويتسلط على أهلها
بالعذاب تسعة عشر ملكًا من
الزبانية الأشداء.
ذَرْنِي وَمَنْ
خَلَقْتُ وَحِيداً{11}
وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً
مَّمْدُوداً{12} وَبَنِينَ
شُهُوداً{13} وَمَهَّدتُّ لَهُ
تَمْهِيداً{14} ثُمَّ يَطْمَعُ
أَنْ أَزِيدَ{15} كَلَّا
إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا
عَنِيداً{16} سَأُرْهِقُهُ
صَعُوداً{17} إِنَّهُ فَكَّرَ
وَقَدَّرَ{18} فَقُتِلَ كَيْفَ
قَدَّرَ{19} ثُمَّ قُتِلَ
كَيْفَ قَدَّرَ{20} ثُمَّ
نَظَرَ{21} ثُمَّ عَبَسَ
وَبَسَرَ{22} ثُمَّ أَدْبَرَ
وَاسْتَكْبَرَ{23} فَقَالَ إِنْ
هَذَا إِلَّا سِحْرٌ
يُؤْثَرُ{24} إِنْ هَذَا إِلَّا
قَوْلُ الْبَشَرِ{25}
سَأُصْلِيهِ سَقَرَ{26} وَمَا
أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ{27} لَا
تُبْقِي وَلَا تَذَرُ{28}
لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ{29}
عَلَيْهَا تِسْعَةَ
عَشَرَ{30}المدثر.
س1113- ما عدد خزنة جهنم ؟ ولماذا
جعلهم الله تعالى بهذا العدد ؟
جـ -
عددهم تسعة عشر ملكًا من الزبانية
الأشداء. وما جعل الله تعالى ذلك
العدد إلا اختبارًا للذين كفروا
بالله؛ وليحصل اليقين للذين
أُعطوا الكتاب من اليهود والنصارى
بأنَّ ما جاء في القرآن عن خزنة
جهنم إنما هو حق من الله تعالى,
حيث وافق ذلك كتبهم, ويزداد
المؤمنون تصديقًا بالله ورسوله
وعملا بشرعه, ولا يشك في ذلك
الذين أُعطوا الكتاب من اليهود
والنصارى ولا المؤمنون بالله
ورسوله؛ وليقول الذين في قلوبهم
نفاق والكافرون: ما الذي أراده
الله بهذا العدد المستغرب؟ بمثل
ذلك الذي ذُكر يضلُّ الله من أراد
إضلاله, ويهدي مَن أراد هدايته,
وما يعلم عدد جنود ربك - ومنهم
الملائكة- إلا الله وحده. وما
النار إلا تذكرة وموعظة للناس.
عَلَيْهَا
تِسْعَةَ عَشَرَ{30} وَمَا
جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ
إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا
جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا
فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا
لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ
الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً
وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ
وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ
الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم
مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا
أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا
مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ
اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي
مَن يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ
جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ
وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى
لِلْبَشَرِ{31}المدثر.
س1114-
إِنَّهَا
لَإِحْدَى الْكُبَرِ{35} نَذِيراً
لِّلْبَشَرِ{36} لِمَن شَاء
مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ
يَتَأَخَّرَ{37} كُلُّ نَفْسٍ
بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ{38}
إِلَّا أَصْحَابَ
الْيَمِينِ{39}المدثر.
فسر
الآيات الكريمة التي تتحدث عن
النار .
جـ
- إن النار لإحدى
العظائم؛إنذارًا وتخويفًا
للناس, لمن أراد منكم أن
يتقرَّب إلى ربه بفعل الطاعات,
أو يتأخر بفعل المعاصي. كل نفس
بما كسبت من أعمال الشر والسوء
محبوسة مرهونة بكسبها, لا
تُفَكُّ حتى تؤدي ما عليها من
الحقوق والعقوبات, إلا المسلمين
المخلصين أصحاب اليمين الذين
فكُّوا رقابهم بالطاعة.
س1115- يسأل أصحاب الجنة أصحاب
النار عن سبب دخولهم النار, فماذا
قالوا عن سبب دخولهم النار ؟
جـ -
قال المجرمون: - لم نكن من
المصلِّين في الدنيا.
-
ولم نكن نتصدق ونحسن للفقراء
والمساكين.
-
وكنا نتحدث بالباطل مع أهل
الغَواية والضلالة.
-
وكنا نكذب بيوم الحساب والجزاء.
إِلَّا
أَصْحَابَ الْيَمِينِ{39} فِي
جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ{40}
عَنِ الْمُجْرِمِينَ{41} مَا
سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ{42}
قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ
الْمُصَلِّينَ{43} وَلَمْ نَكُ
نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ{44}
وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ
الْخَائِضِينَ{45} وَكُنَّا
نُكَذِّبُ بِيَوْمِ
الدِّينِ{46} حَتَّى أَتَانَا
الْيَقِينُ{47}المدثر.
س1116-
حَتَّى أَتَانَا
الْيَقِينُ{47}المدثر.
ما
هو اليقين؟
جـ
- هو الموت .
س1117-
فَمَا تَنفَعُهُمْ
شَفَاعَةُ
الشَّافِعِينَ{48}المدثر.
من
هم الشافعين؟
جـ
- من الملائكة والأنبياء
والصالحين .
س1118- يشبه الله تعالى إعراض
الكافرين عن القرآن الكريم كأنهم
حمر وحشية شديدة النِّفار فرَّت
من أسد كاسر.
اذكر
الآيات الكريمة الدالة على ذلك .
جـ
-
فَمَا لَهُمْ
عَنِ التَّذْكِرَةِ
مُعْرِضِينَ{49} كَأَنَّهُمْ
حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ{50}
فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ{51}
المدثر.
س1119-
بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ
مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفاً
مُّنَشَّرَةً{52}المدثر.
فسر
الآية الكريمة.
جـ- بل يريد كل امرئ منهم أن
يؤتى صحفا منشرة أي من الله
تعالى بإتباع النبي
r
كما قالوا لن نؤمن لك حتى تنزل
علينا كتابا نقرؤه .
س1120-
لَا أُقْسِمُ
بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ{1} وَلَا
أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ
اللَّوَّامَةِ{2}أَيَحْسَبُ
الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ
عِظَامَهُ{3}القيامة.
بماذا أقسم الله تعالى وعلى ماذا
أقسم الآيات الكريمة.
جـ
- أقسم الله سبحانه بيوم الحساب
والجزاء, وأقسم بالنفس المؤمنة
التقية التي تلوم صاحبها على
ترك الطاعات وفِعْل الموبقات،
أيظنُّ هذا الإنسان الكافر أن
لن نقدر على جَمْع عظامه بعد
تفرقها؟ ( على أن الناس
يبعثون).
س1121-
بَلْ يُرِيدُ
الْإِنسَانُ لِيَفْجُرَ
أَمَامَهُ{5}القيامة.
ما
معنى الآية الكريمة .
جـ
- بل ينكر الإنسان البعث، يريد
أن يبقى على الفجور فيما يستقبل
من أيام عمره .
س1122-
يَسْأَلُ أَيَّانَ
يَوْمُ الْقِيَامَةِ{6} فَإِذَا
بَرِقَ الْبَصَرُ{7} وَخَسَفَ
الْقَمَرُ{8} وَجُمِعَ الشَّمْسُ
وَالْقَمَرُ{9} يَقُولُ
الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ
الْمَفَرُّ{10} كَلَّا لَا
وَزَرَ{11} إِلَى رَبِّكَ
يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ{12}
يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ
بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ{13} بَلِ
الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ
بَصِيرَةٌ{14} وَلَوْ أَلْقَى
مَعَاذِيرَهُ{15}القيامة.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- يسأل هذا الكافر مستبعدًا
قيام الساعة: متى يكون يوم
القيامة؟ فإذا تحيَّر البصر
ودُهش فزعًا مما رأى من أهوال
يوم القيامة، وذهب نور القمر,
وجُمِع بين الشمس والقمر في
ذهاب الضوء، فلا ضوء لواحد
منهما، يقول الإنسان وقتها: أين
المهرب من العذاب؟ ليس الأمر
كما تتمناه- أيها الإنسان- مِن
طلب الفرار، لا ملجأ لك ولا
منجى. إلى الله وحده مصير
الخلائق يوم القيامة ومستقرهم،
فيجازي كلا بما يستحق. يُخَبَّر
الإنسان في ذلك اليوم بجميع
أعماله: من خير وشر، ما قدَّمه
منها في حياته وما أخَّره. بل
الإنسان حجة واضحة على نفسه
تلزمه بما فعل أو ترك، ولو جاء
بكل معذرة يعتذر بها عن إجرامه،
فإنه لا ينفعه ذلك.
س1123- كان النبي
r
يحرك لسانه بالقرآن عند نزول
الوحي ليتمكن من حفظه فطمأنه الله
تعالى أنه تعالى سيجمع القرآن في
صدره فلا يتعجل بحفظه. اذكر
الآيات الدالة على ذلك.
جـ -
لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ
لِتَعْجَلَ بِهِ{16} إِنَّ
عَلَيْنَا جَمْعَهُ
وَقُرْآنَهُ{17} فَإِذَا
قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ
قُرْآنَهُ{18} ثُمَّ إِنَّ
عَلَيْنَا بَيَانَهُ{19}القيامة.
لا
تحرك -أيها النبي- بالقرآن
لسانك حين نزول الوحي؛ لأجل أن
تتعجل بحفظه, مخافة أن يتفلَّت
منك. إن علينا جَمْعه في صدرك،
ثم أن تقرأه بلسانك متى شئت.
فإذا قرأه عليك رسولنا جبريل
فاستمِعْ لقراءته وأنصت له، ثم
اقرأه كما أقرأك إياه, ثم إن
علينا توضيح ما أشكل عليك فهمه
من معانيه وأحكامه.
س1124-
كَلَّا بَلْ
تُحِبُّونَ
الْعَاجِلَةَ{20}القيامة.
ما
هي العاجلة ؟
جـ
- هي الدنيا .
س1125- وضح حالة وجوه المؤمنين
وحالة وجوه الكافرين يوم القيامة
.
جـ -
وجوه أهل السعادة يوم القيامة
مشرقة حسنة ناعمة, ترى خالقها
ومالك أمرها, فتتمتع بذلك. ووجوه
الأشقياء يوم القيامة عابسة
كالحة, تتوقع أن تنزل بها مصيبة
عظيمة, تقصم فَقَار الظَّهْر.
وُجُوهٌ
يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ{22}
إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ{23}
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ
بَاسِرَةٌ{24} تَظُنُّ أَن
يُفْعَلَ بِهَا
فَاقِرَةٌ{25}القيامة.
س1126-
كَلَّا إِذَا
بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ{26}
وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ{27} وَظَنَّ
أَنَّهُ الْفِرَاقُ{28}
وَالْتَفَّتِ السَّاقُ
بِالسَّاقِ{29} إِلَى رَبِّكَ
يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ{30} فَلَا
صَدَّقَ وَلَا صَلَّى{31} وَلَكِن
كَذَّبَ وَتَوَلَّى{32} ثُمَّ
ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ
يَتَمَطَّى{33} أَوْلَى لَكَ
فَأَوْلَى{34} ثُمَّ أَوْلَى لَكَ
فَأَوْلَى{35}القيامة.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- حقًّا إذا وصلت الروح إلى
أعالي الصدر، وقال بعض الحاضرين
لبعض: هل مِن راق يَرْقيه
ويَشْفيه مما هو فيه؟ وأيقن
المحتضر أنَّ الذي نزل به هو
فراق الدنيا؛ لمعاينته ملائكة
الموت، واتصلت إحدى ساقيه
بالأخرى عند الموت أي شدة آخر
الدنيا بشدة أول الآخرة, إلى
الله تعالى مساق العباد يوم
القيامة: إما إلى الجنة وإما
إلى النار. فلا آمن الكافر
بالرسول والقرآن، ولا أدَّى لله
تعالى فرائض الصلاة, ولكن كذَّب
بالقرآن، وأعرض عن الإيمان، ثم
مضى إلى أهله يتبختر مختالا في
مشيته. هلاك لك فهلاك، ثم هلاك
لك فهلاك.
س1127-
هَلْ أَتَى عَلَى
الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ
الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً
مَّذْكُوراً{1}إِنَّا خَلَقْنَا
الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ
أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ
فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً
بَصِيراً{2} إِنَّا هَدَيْنَاهُ
السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً
وَإِمَّا كَفُوراً{3} إِنَّا
أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ
سَلَاسِلَا وَأَغْلَالاً
وَسَعِيراً{4}الإنسان.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- قد مضى على الإنسان وقت طويل
من الزمان قبل أن تُنفَخ فيه
الروح, لم يكن شيئا يُذكر, ولا
يُعرف له أثر. إنا خلقنا
الإنسان من نطفة مختلطة من ماء
الرجل وماء المرأة, نختبره
بالتكاليف الشرعية فيما بعد,
فجعلناه من أجل ذلك ذا سمع وذا
بصر؛ ليسمع الآيات, ويرى
الدلائل , إنا بينَّا له
وعرَّفناه طريق الهدى والضلال
والخير والشر; ليكون إما مؤمنًا
شاكرًا, وإما كفورًا جاحدًا.
إنا أعتدنا للكافرين قيودًا من
حديد تُشَدُّ بها أرجلهم,
وأغلالا تُغلُّ بها أيديهم إلى
أعناقهم, ونارًا يُحرقون بها.
س1128- ما هو نعيم الأبرار في
الجنة ؟ وكيف وصلوا لهذا النعيم ؟
جـ -
إن الأبرار وهم أهل الطاعة
والإخلاص الذين يؤدون حق الله,
يشربون يوم القيامة مِن كأس فيها
خمر ممزوجة بأحسن أنواع الطيب,
وهو ماء الكافور. هذا الشراب الذي
مزج من الكافور هو عين يشرب منها
عباد الله, يتصرفون فيها,
ويُجْرونها حيث شاءوا إجراءً
سهلا.
لأن
هؤلاء كانوا في الدنيا :
-
يوفون بما أوجبوا على أنفسهم من
طاعة الله.
-
ويخافون عقاب الله في يوم القيامة
الذي يكون ضرره خطيرًا, وشره
فاشيًا منتشرًا على الناس, إلا
مَن رحم الله.
-
ويُطْعِمون الطعام مع حبهم له
وحاجتهم إليه, فقيرًا عاجـزًا عن
الكسـب لا يملك من حطـام الدنيا
شيئًا, وطفلا مات أبوه ولا مال
له, وأسيرًا أُسر في الحرب من
المـشركين وغـيرهم, ويقـولون في
أنفـسهم: إنما نحـسن إلـيكم
ابــتغاء مرضاة الله, وطلب ثوابه,
لا نبتغي عوضًا ولا نقصد حـمدًا
ولا ثناءً مـنكم. إنا نخاف من
ربنا يومًا شديدًا تَعْبِس فيه
الوجوه, وتتقطَّبُ الجباه مِن
فظاعة أمره وشدة هوله.
إِنَّ
الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن
كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا
كَافُوراً{5} عَيْناً يَشْرَبُ
بِهَا عِبَادُ اللَّهِ
يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً{6}
يُوفُونَ بِالنَّذْرِ
وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ
شَرُّهُ مُسْتَطِيراً{7}
وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى
حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً
وَأَسِيراً{8} إِنَّمَا
نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ
لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء
وَلَا شُكُوراً{9} إِنَّا
نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً
عَبُوساً
قَمْطَرِيراً{10}الإنسان.
س1129- ما جزاء الأبرار يوم
القيامة ؟
جـ-
جزاء الأبرار يوم القيامة الآتي :
-
وقاهم الله من شدائد ذلك اليوم,
وأعطاهم حسنًا ونورًا في وجوههم,
وبهجة وفرحًا في قلوبهم.
-
متكئين فيها على الأسرَّة المزينة
بفاخر الثياب والستور, لا يرون
فيها حر شمس ولا شدة برد.
-
وقريبة منهم أشجار الجنة مظللة
عليهم, وسُهِّل لهم أَخْذُ ثمارها
تسهيلا.
-
ويدور عليهم الخدم بأواني الطعام
الفضيَّة, وأكواب الشراب من
الزجاج.
-
ويُسْقَى هؤلاء الأبرار في الجنة
كأسًا مملوءة خمرًا مزجت
بالزنجبيل .
-
ويشربون مِن عينٍ في الجنة تسمى
سلسبيلا؛ لسلامة شرابها وسهولة
مساغه وطيبه.
-
ويدور على هؤلاء الأبرار لخدمتهم
غلمان دائمون على حالهم وجوههم
مشرقة كاللؤلؤ المفرق المضيء.
-
وإذا أبصرت أيَّ مكان في الجنة
رأيت فيه نعيمًا لا يُدْركه
الوصف، ومُلْكا عظيمًا واسعًا لا
غاية له.
-
يعلوهم ويجمل أبدانهم ثياب
بطائنها من الحرير الرقيق الأخضر,
وظاهرها من الحرير الغليظ,
ويُحَلَّون من الحليِّ بأساور من
الفضة, وسقاهم ربهم فوق ذلك
النعيم شرابًا لا رجس فيه ولا
دنس.
فَوَقَاهُمُ
اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ
وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً
وَسُرُوراً{11} وَجَزَاهُم
بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً
وَحَرِيراً{12} مُتَّكِئِينَ
فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا
يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا
زَمْهَرِيراً{13} وَدَانِيَةً
عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا
وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا
تَذْلِيلاً{14} وَيُطَافُ
عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن
فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ
قَوَارِيرَا{15} قَوَارِيرَ مِن
فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا
تَقْدِيراً{16} وَيُسْقَوْنَ
فِيهَا كَأْساً كَانَ
مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً{17}
عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى
سَلْسَبِيلاً{18} وَيَطُوفُ
عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ
مُّخَلَّدُونَ إِذَا
رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ
لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً{19}
وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ
رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً
كَبِيراً{20} عَالِيَهُمْ
ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ
وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا
أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ
وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً
طَهُوراً{21} إِنَّ هَذَا كَانَ
لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ
سَعْيُكُم
مَّشْكُوراً{22}الإنسان.
س1130-
نَحْنُ
خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا
أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا
بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ
تَبْدِيلاً{28} إِنَّ هَذِهِ
تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ
إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً{29} وَمَا
تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ
اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ
عَلِيماً حَكِيماً{30} يُدْخِلُ
مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ
وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ
عَذَاباً أَلِيماً{31}الإنسان.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- نحن خلقناهم, وأحكمنا خلقهم,
وإذا شئنا أهلكناهم, وجئنا بقوم
مطيعين ممتثلين لأوامر ربهم. إن
هذه السورة عظة للعالمين, فمن
أراد الخير لنفسه في الدنيا
والآخرة اتخذ بالإيمان والتقوى
طريقًا يوصله إلى مغفرة الله
ورضوانه. وما تريدون أمرًا من
الأمور إلا بتقدير الله
ومشيئته. إن الله كان عليمًا
بأحوال خلقه, حكيمًا في تدبيره
وصنعه. يُدْخل مَن يشاء مِن
عباده في رحمته ورضوانه, وهم
المؤمنون, وأعدَّ للظالمين
المتجاوزين حدود الله عذابًا
موجعًا.
س1131-
وَالْمُرْسَلَاتِ
عُرْفاً{1} فَالْعَاصِفَاتِ
عَصْفاً{2} وَالنَّاشِرَاتِ
نَشْراً{3} فَالْفَارِقَاتِ
فَرْقاً{4} فَالْمُلْقِيَاتِ
ذِكْراً{5} عُذْراً أَوْ
نُذْراً{6} إِنَّمَا تُوعَدُونَ
لَوَاقِعٌ{7}المرسلات.
بماذا أقسم الله تعالى في الآيات
الكريمة ؟ وما جواب القسم ؟
جـ -
أقسم الله تعالى : - بالرياح حين
تهب متتابعة يقفو بعضها بعضًا.
-
وبالرياح الشديدة الهبوب المهلكة.
-
وبالملائكة الموكلين بالسحب
يسوقونها حيث شاء الله.
-
وبالملائكة التي تنزل من عند الله
بما يفرق بين الحق والباطل .
-
وبالملائكة التي تتلقى الوحي من
عند الله وتنزل به على
أنبيــــائه . إعذارًا
من
الله إلى خلقه وإنذارًا منه إليهم
لئلا يكون لهم حجة.
وجواب القسم : إن الذي توعدون
به مِن أمر يوم القيامة وما فيه
من حساب وجزاء لنازلٌ بكم لا
محالة.
س1132-
فَإِذَا
النُّجُومُ طُمِسَتْ{8} وَإِذَا
السَّمَاء فُرِجَتْ{9} وَإِذَا
الْجِبَالُ نُسِفَتْ{10} وَإِذَا
الرُّسُلُ أُقِّتَتْ{11} لِأَيِّ
يَوْمٍ أُجِّلَتْ{12} لِيَوْمِ
الْفَصْلِ{13} وَمَا أَدْرَاكَ
مَا يَوْمُ الْفَصْلِ{14} وَيْلٌ
يَوْمَئِذٍ
لِّلْمُكَذِّبِينَ{15}المرسلات.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- فإذا النجوم طُمست وذهب
ضياؤها, وإذا السماء تصدَّعت
وشقت, وإذا الجبال تطايرت
وتناثرت وصارت هباء تَذْروه
الرياح, وإذا الرسل جمعت
وعُيِّن لهم وقت وأجل للفصل
بينهم وبين الأمم, يقال: لأيِّ
يوم عظيم أخِّرت الرسل؟ أخِّرت
ليوم القضاء والفصل بين
الخلائق. وما أعلمك -أيها
الإنسان- أيُّ شيء هو يوم الفصل
وشدته وهوله؟ هلاك عظيم في ذلك
اليوم للمكذبين بهذا اليوم
الموعود.
س1133-
أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء
مَّهِينٍ{20} فَجَعَلْنَاهُ فِي
قَرَارٍ مَّكِينٍ{21} إِلَى
قَدَرٍ مَّعْلُومٍ{22}
فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ
الْقَادِرُونَ{23}المرسلات.
ما
معنى : ماء مهين , قرار مكين ,
قدر معلوم , فقدرنا .
جـ
- ماء مهين: ماء ضعيف وهو
المني(النطفة) .
قرار مكين: رحم الأم.
قدر معلوم: وقت الولادة .
فقدرنا: فقدرنا على خلقه
وتصويره وإخراجه.
س1134-
أَلَمْ نَجْعَلِ
الْأَرْضَ كِفَاتاً{25} أَحْيَاء
وَأَمْوَاتاً{26}المرسلات.
فسر
الآية الكريمة.
جـ
- ألم نجعل هذه الأرض التي
تعيشون عليها, تضم(كفت بمعنى ضم
أي ضامة ) على ظهرها أحياء لا
يحصون, وفي بطنها أمواتًا لا
يحصرون.
س1135-
انطَلِقُوا إِلَى
مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ{29}
انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي
ثَلَاثِ شُعَبٍ{30} لَا ظَلِيلٍ
وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ{31}
إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ
كَالْقَصْرِ{32} كَأَنَّهُ
جِمَالَتٌ صُفْرٌ{33} وَيْلٌ
يَوْمَئِذٍ
لِّلْمُكَذِّبِينَ{34}المرسلات.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- يقال للكافرين يوم القيامة:
سيروا إلى عذاب جهنم الذي كنتم
به تكذبون في الدنيا, سيروا,
فاستظلوا بدخان جهنم يتفرع منه
ثلاث قطع, لا يُظِل ذلك الظل من
حر ذلك اليوم, ولا يدفع من حر
اللهب شيئًا. إن جهنم تقذف من
النار بشرر عظيم, كل شرارة منه
كالبناء المشيد في العِظم
والارتفاع. كأن شرر جهنم
المتطاير منها إبل سود يميل
لونها إلى الصُّفْرة. هلاك
وعذاب شديد يوم القيامة
للمكذبين بوعيد الله. هذا يوم
القيامة الذي لا ينطق فيه
المكذبون بكلام ينفعهم, ولا
يكون لهم إذن في الكلام
فيعتذرون؛ لأنه لا عذر لهم.
هلاك وعذاب شديد يومئذ للمكذبين
بهذا اليوم وما فيه.
س1136-
فَإِن كَانَ
لَكُمْ كَيْدٌ
فَكِيدُونِ{39}المرسلات.
الآية الكريمة تُحَِدث الكفار يوم
القيامة , فسرها .
جـ
- فإن كان لكم حيلة في الخلاص
من العذاب فاحتالوا, وأنقذوا
أنفسكم مِن بطش الله وانتقامه.
س1137-
عَمَّ
يَتَسَاءلُونَ{1} عَنِ النَّبَإِ
الْعَظِيمِ{2} الَّذِي هُمْ فِيهِ
مُخْتَلِفُونَ{3} كَلَّا
سَيَعْلَمُونَ{4} ثُمَّ كَلَّا
سَيَعْلَمُونَ{5}النبأ.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- عن أيِّ شيء يسأل بعض كفار
قريش بعضا؟ يتساءلون, عن الخبر
العظيم الشأن، وهو القرآن
العظيم الذي ينبئ عن البعث ,
الذي شك فيه كفار قريش وكذَّبوا
به . ما الأمر كما يزعم هؤلاء
المشركون, سيعلم هؤلاء المشركون
عاقبة تكذيبهم، ويظهر لهم ما
الله فاعل بهم يوم القيامة, ثم
سيتأكد لهم ذلك, ويتأكد لهم صدق
ما جاء به محمد صلى الله عليه
وسلم, من القرآن والبعث. وهذا
تهديد ووعيد لهم.
س1138-
وَجَعَلْنَا
نَوْمَكُمْ سُبَاتاً{9}
وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ
لِبَاساً{10}وَجَعَلْنَا
النَّهَارَ مَعَاشاً{11}
وَبَنَيْنَا
فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً{12}
وَجَعَلْنَا سِرَاجاً
وَهَّاجاً{13} وَأَنزَلْنَا مِنَ
الْمُعْصِرَاتِ مَاء
ثَجَّاجاً{14} النبأ.
ما
معنى : سُبَاتاً , لِبَاساً ,
مَعَاشاً , سَبْعاً شِدَاداً,
سِرَاجاً وَهَّاجاً,
الْمُعْصِرَاتِ , ثَجَّاجاً .
جـ -
سُبَاتاً : وجعلنا نومكم راحة
لأبدانكم، فيه تهدؤون وتسكنون؟
لِبَاساً : وجعلنا الليل لباسًا
تَلْبَسكم ظلمته وتغشاكم, كما
يستر الثوب لابسه؟
مَعَاشاً : وجعلنا النهار معاشا
تنتشرون فيه لمعاشكم, وتسعَون
فيه لمصالحكم؟
سَبْعاً شِدَاداً : وبنينا
فوقكم سبع سموات متينة البناء
محكمة الخلق, لا صدوع لها ولا
فطور؟
سِرَاجاً وَهَّاجاً : وجعلنا
الشمس سراجًا وقَّادًا مضيئًا؟
الْمُعْصِرَاتِ : وأنزلنا من
السحب الممطرة .
ثَجَّاجاً : ماءً منصَبّا
بكثرة.
س1139-
وَفُتِحَتِ
السَّمَاء فَكَانَتْ
أَبْوَاباً{19}النبأ.
لماذا تفتح السماء ؟
جـ
- لنزول الملائكة.
س1140- فسر الآيات الكريمة .
إِنَّ جَهَنَّمَ
كَانَتْ مِرْصَاداً{21}
لِلْطَّاغِينَ مَآباً{22}
لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً{23}
لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً
وَلَا شَرَاباً{24} إِلَّا
حَمِيماً وَغَسَّاقاً{25} جَزَاء
وِفَاقاً{26} إِنَّهُمْ كَانُوا
لَا يَرْجُونَ حِسَاباً{27}
وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا
كِذَّاباً{28} وَكُلَّ شَيْءٍ
أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً{29}
فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ
إِلَّا عَذَاباً{30}النبأ.
جـ
- إن جهنم كانت يومئذ ترصد أهل
الكفر الذين أُعِدَّت لهم,
للكافرين مرجعًا, ماكثين فيها
دهورًا متعاقبة لا تنقطع، لا
يَطْعَمون فيها ما يُبْرد حرَّ
السعير عنهم، ولا شرابًا
يرويهم, إلا ماءً حارًا، وصديد
أهل النار، يجازَون بذلك جزاء
عادلا موافقًا لأعمالهم التي
كانوا يعملونها في الدنيا. إنهم
كانوا لا يخافون يوم الحساب فلم
يعملوا له, وكذَّبوا بما جاءتهم
به الرسل تكذيبا, وكلَّ شيء
علمناه وكتبناه في اللوح
المحفوظ, فذوقوا -أيها
الكافرون- جزاء أعمالكم, فلن
نزيدكم إلا عذابًا فوق عذابكم.
س1141- ما عطاء الله تعالى
للمتقين يوم القيامة ؟
جـ
- إن للذين يخافون ربهم ويعملون
صالحًا, فوزًا بدخولهم الجنة.
إن لهم بساتين عظيمة وأعنابًا,
ولهم زوجات حديثات السن،( جواري
تكعبت أثدائهن جمع كاعب) نواهد
مستويات في سن واحدة, ولهم كأس
مملوءة خمرًا. لا يسمعون في هذه
الجنة باطلا من القول، ولا يكذب
بعضهم بعضًا. لهم كل ذلك جزاء
ومنَّة من الله وعطاءً كثيرًا
كافيًا لهم،
إِنَّ
لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً{31}
حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً{32}
وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً{33}
وَكَأْساً دِهَاقاً{34} لَّا
يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً
وَلَا كِذَّاباً{35} جَزَاء
مِّن رَّبِّكَ عَطَاء
حِسَاباً{36}النبأ.
س1142- يقول الله تعالى للبهائم
بعد الاقتصاص من بعضها لبعض يوم
القيامة كوني ترابا , فماذا يقول
الكافر من هول الحساب ؟ ولماذا ؟
جـ -
يقول الكافر من هول الحساب : يا
ليتني كنت ترابًا فلم أُبعث - حتى
لا يعذب- .
إِنَّا
أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً
قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ
الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ
يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ
يَا لَيْتَنِي كُنتُ
تُرَاباً{40}النبأ.
س1143-
وَالنَّازِعَاتِ
غَرْقاً{1} وَالنَّاشِطَاتِ
نَشْطاً{2} وَالسَّابِحَاتِ
سَبْحاً{3} فَالسَّابِقَاتِ
سَبْقاً{4} فَالْمُدَبِّرَاتِ
أَمْراً{5}النازعات .
بماذا أقسم الله تعالى في الآيات
الكريمة؟
جـ
- عن الملائكة التي تنزع أرواح
الكفار نزعا شديدا، والملائكة
التي تقبض أرواح المؤمنين بنشاط
ورفق، والملائكة التي تَسْبَح
في نزولها من السماء وصعودها
إليها, فالملائكة التي تسبق
وتسارع إلى تنفيذ أمر الله
وتسبق بأرواح المؤمنين إلى
الجنة , فالملائكة المنفذات أمر
ربها فيما أوكل إليها تدبيره من
شؤون الكون .
س1144-
يَوْمَ تَرْجُفُ
الرَّاجِفَةُ{6} تَتْبَعُهَا
الرَّادِفَةُ{7}النازعات.
ما
هي الراجفة وما هي الرادفة ؟
جـ -
الراجفة : هي النفخة الأولى نفخة
الإماتة, بها يرجف كل شيء أي
يتزلزل .
والرادفة : هي النفخة الثانية
نفخة الإحياء وبينهما أربعون
سنة.
س1145-
يَقُولُونَ
أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي
الْحَافِرَةِ{10}النازعات.
هذا
هو قول المكذبون بالبعث , فما هي
الحافرة ؟
جـ
- والحافرة اسم لأول الأمر ومنه
رجع فلان حافرته والحافرة إذا
رجع من حيث جاء,أي أنرد بعد
الموت إلى الحياة.
س1146-
أَئِذَا كُنَّا
عِظَاماً نَّخِرَةً{11} قَالُوا
تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ
خَاسِرَةٌ{12} فَإِنَّمَا هِيَ
زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ{13} فَإِذَا
هُم بِالسَّاهِرَةِ{14} النازعات.
ما
معنى الآتي : عِظَاماً نَّخِرَةً
, كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ , زَجْرَةٌ
وَاحِدَةٌ , بِالسَّاهِرَةِ .
جـ -
عِظَاماً نَّخِرَةً : عظاماً
بالية متفتتة .
كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ : أي رجعتنا
إلى الحياة رجعة ذات خسران .
زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ : فإنما هي(أي
الرادفة التي يعقبها البعث) نفخة
واحدة.
بِالسَّاهِرَةِ : بوجه الأرض
أحياء بعد ما كانوا ببطنها
أمواتا .
س1147-
فَأَرَاهُ
الْآيَةَ الْكُبْرَى{20}النازعات.
ما
هي الآية الكبرى التي أراها موسى
u
لفرعون ؟
جـ
- هي العصا واليد.
س1148- يقول الله تبارك وتعالى عن
فرعون :
فَقَالَ أَنَا
رَبُّكُمُ الْأَعْلَى{24}
فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ
الْآخِرَةِ
وَالْأُولَى{25}النازعات.
فسر
الآية الكريمة.
جـ
- فأخذه الله أي أهلكه بالغرق
نكال أي عقوبة (الآخرة) أي هذا
القول وهو: أنا ربكم الأعلى ,
(والأولى) أي قوله قبلها ما
علمت لكم من إله غيري وكان
بينهما أربعون سنة.
س1149-
أَأَنتُمْ أَشَدُّ
خَلْقاً أَمِ السَّمَاء
بَنَاهَا{27} رَفَعَ سَمْكَهَا
فَسَوَّاهَا{28} وَأَغْطَشَ
لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ
ضُحَاهَا{29} وَالْأَرْضَ بَعْدَ
ذَلِكَ دَحَاهَا{30} أَخْرَجَ
مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا{31}
وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا{32}
مَتَاعاً لَّكُمْ
وَلِأَنْعَامِكُمْ{33}النازعات.
ما
معنى الآتي : أَأَنتُمْ أَشَدُّ
خَلْقاً أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا,
رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا ,
وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا ,
وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ
دَحَاهَا .
جـ -
أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ
السَّمَاء بَنَاهَا : أبَعْثُكم
أيها الناس- أشد في تقديركم أم
خلق السماء؟
رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا :
رفعها فوقكم كالبناء, وأعلى سقفها
في الهواء لا تفاوت فيها ولا
فطور.
وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا : وأظلم
ليلها بغروب شمسها.
وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ
دَحَاهَا : والأرض بعد خلق
السماء بسطها, وأودع فيها
منافعها .
س1150- ما هي الطامة الكبرى وماذا
يحدث فيها ؟
جـ -
الطامة الكبرى هي النفخة الثانية
والقيامة الكبرى . وفيها يُعْرَض
على الإنسان كل عمله من خير وشر،
فيتذكره ويعترف به ، وأُظهرت جهنم
لكل مُبْصِر تُرى عِيانًا.
فَإِذَا جَاءتِ
الطَّامَّةُ الْكُبْرَى{34}
يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ
مَا سَعَى{35} وَبُرِّزَتِ
الْجَحِيمُ لِمَن
يَرَى{36}النازعات.
س1151- ما مصير من طغى وتمرد في
الدنيا وما مصير من خاف مقام ربه
ونهى النفس عن الهوى ؟
جـ -
فأمَّا مَن تمرد على أمر الله
وفضل الحياة الدنيا على الآخرة,
فإن مصيره إلى النار. وأمَّا مَنْ
خاف القيام بين يدي الله للحساب،
ونهى النفس عن الأهواء الفاسدة,
فإن الجنة هي مسكنه.
فَأَمَّا مَن
طَغَى{37} وَآثَرَ الْحَيَاةَ
الدُّنْيَا{38} فَإِنَّ
الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى{39}
وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ
رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ
الْهَوَى{40} فَإِنَّ
الْجَنَّةَ هِيَ
الْمَأْوَى{41}النازعات.
س1152-
يَسْأَلُونَكَ
عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ
مُرْسَاهَا{42} فِيمَ أَنتَ مِن
ذِكْرَاهَا{43} إِلَى رَبِّكَ
مُنتَهَاهَا{44} إِنَّمَا أَنتَ
مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا{45}
كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا
لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً
أَوْ ضُحَاهَا{46}النازعات.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- يسأل المشركون رسول الله
r
عن حلول الساعة التي يتوعدهم
بها , ليس عندك علمها حتى
تذكرها, بل مرد ذلك إلى الله عز
وجل، وإنما شأنك في أمر الساعة
أن تحذر منها مَن يخافها. كأنهم
يوم يرون قيام الساعة لم يلبثوا
في الحياة الدنيا؛ لهول الساعة
إلا ما بين الظهر إلى غروب
الشمس، أو ما بين طلوع الشمس
إلى نصف النهار.
س1153- ما قصة رسول الله
r
مع عبد الله بن أم مكتوم (الأعمى)
؟
جـ -
ظهر التغير والعبوس في وجه الرسول
صلى الله عليه وسلم, وأعرض لأجل
أن الأعمى عبد الله بن أم مكتوم
جاءه مسترشدا, وكان الرسول صلى
الله عليه وسلم منشغلا بدعوة كبار
قريش إلى الإسلام. وأيُّ شيء
يجعلك عالمًا بحقيقة أمره؟ لعله
بسؤاله تزكو نفسه و يتطهر من
الذنوب بما يسمع منك أو يحصل له
المزيد من الاعتبار والازدجار.
أما مَن استغنى عن هديك من
المشركين , فأنت تتعرض له وتصغي
لكلامه. وأي شيء عليك ألا يتطهر
من كفره؟ وأمَّا من كان حريصا على
لقائك, وهو يخشى الله من التقصير
في الاسترشاد, فأنت عنه تتشاغل.
ليس الأمر كما فعلت أيها الرسول,
إن هذه السورة موعظة لك ولكل من
شاء الاتعاظ.
عَبَسَ
وَتَوَلَّى{1} أَن جَاءهُ
الْأَعْمَى{2} وَمَا يُدْرِيكَ
لَعَلَّهُ يَزَّكَّى{3} أَوْ
يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ
الذِّكْرَى{4} أَمَّا مَنِ
اسْتَغْنَى{5} فَأَنتَ لَهُ
تَصَدَّى{6} وَمَا عَلَيْكَ
أَلَّا يَزَّكَّى{7} وَأَمَّا
مَن جَاءكَ يَسْعَى{8} وَهُوَ
يَخْشَى{9} فَأَنتَ عَنْهُ
تَلَهَّى{10} كَلَّا إِنَّهَا
تَذْكِرَةٌ{11} عبس.
س1154-
فَمَن شَاء
ذَكَرَهُ{12} فِي صُحُفٍ
مُّكَرَّمَةٍ{13} مَّرْفُوعَةٍ
مُّطَهَّرَةٍ{14} بِأَيْدِي
سَفَرَةٍ{15} كِرَامٍ
بَرَرَةٍ{16}عبس.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- فمن شاء ذكر الله وَأْتَمَّ
بوحيه. هذا الوحي, وهو القرآن
في صحف معظمة, موقرة, عالية
القدر مطهرة من الدنس والزيادة
والنقص, بأيدي ملائكة كتبة,
سفراء بين الله وخلقه, كرام
الخلق, أخلاقهم وأفعالهم بارة
طاهرة.
س1155-
قُتِلَ
الْإِنسَانُ مَا
أَكْفَرَهُ{17}عبس.
ما
معنى الآية الكريمة .
جـ
- لُعِنَ الإنسان الكافر
وعُذِّب, ما أشدَّ كفره بربه!!
س1156-
وَعِنَباً
وَقَضْباً{28}عبس.
ما
معنى: قَضْباً .
جـ
- علفًا للدواب , وهو القت
الرطب .
س1157-
وَفَاكِهَةً
وَأَبّاً{31}عبس.
ما
معنى : وَأَبّاً ؟
جـ
- ما ترعاه البهائم وقيل التبن
أو الكلأ .
س1158-
فَإِذَا جَاءتِ
الصَّاخَّةُ{33}
يَوْمَ يَفِرُّ
الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ{34}
وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ{35}
وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ{36} عبس.
ما
معنى : الصاخة , صاحبته .
جـ
- صيحة يوم القيامة التي تصمُّ
مِن هولها الأسماع وهي النفخة
الثانية . صاحبته : زوجته .
س1159-
وُجُوهٌ
يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ{38}
ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ{39}
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا
غَبَرَةٌ{40} تَرْهَقُهَا
قَتَرَةٌ{41} أُوْلَئِكَ هُمُ
الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ{42}عبس.
ما
معنى : مُّسْفِرَةٌ , عَلَيْهَا
غَبَرَةٌ , تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ
.
جـ -
مُّسْفِرَةٌ : وجوه أهل النعيم في
ذلك اليوم مستنيرة .
عَلَيْهَا غَبَرَةٌ : ووجوه أهل
الجحيم مظلمة مسودَّة.
تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ : تغشاها
ذلَّة و ظلمة وسواد .
س1160-
إِذَا الشَّمْسُ
كُوِّرَتْ{1} وَإِذَا النُّجُومُ
انكَدَرَتْ{2} وَإِذَا الْجِبَالُ
سُيِّرَتْ{3} وَإِذَا الْعِشَارُ
عُطِّلَتْ{4} وَإِذَا الْوُحُوشُ
حُشِرَتْ{5} وَإِذَا الْبِحَارُ
سُجِّرَتْ{6} وَإِذَا النُّفُوسُ
زُوِّجَتْ{7} وَإِذَا
الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ{8}
بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ{9}
وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ{10}
وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ{11}
وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ{12}
وَإِذَا الْجَنَّةُ
أُزْلِفَتْ{13} عَلِمَتْ نَفْسٌ
مَّا أَحْضَرَتْ{14}التكوير.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- إذا الشمس لُفَّت وذهب
ضَوْءُها, وإذا النجوم تناثرت,
فذهب نورها, وإذا الجبال سيِّرت
عن وجه الأرض فصارت هباءً
منبثًا, وإذا النوق الحوامل
تُركت وأهملت, وإذا الحيوانات
الوحشية جُمعت واختلطت؛ ليقتصَّ
الله من بعضها لبعض, وإذا
البحار أوقدت، فصارت على
عِظَمها نارًا تتوقد, وإذا
النفوس قُرنت بأمثالها
ونظائرها, وإذا الطفلة المدفونة
حية سُئلت يوم القيامة سؤالَ
تطييب لها وتبكيت لوائدها :
بأيِّ ذنب كان دفنها؟ وإذا صحف
الأعمال عُرضت, وإذا السماء
قُلعت وأزيلت من مكانها, وإذا
النار أوقدت فأضرِمت, وإذا
الجنة دار النعيم قُرِّبت من
أهلها المتقين, إذا وقع ذلك,
تيقنتْ ووجدتْ كلُّ نفس ما
قدَّمت من خير أو شر.
س1161-
فَلَا أُقْسِمُ
بِالْخُنَّسِ{15} الْجَوَارِ
الْكُنَّسِ{16} وَاللَّيْلِ إِذَا
عَسْعَسَ{17} وَالصُّبْحِ إِذَا
تَنَفَّسَ{18} إِنَّهُ لَقَوْلُ
رَسُولٍ كَرِيمٍ{19} ذِي قُوَّةٍ
عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ{20}
مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ{21} وَمَا
صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ{22}
وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ
الْمُبِينِ{23} وَمَا هُوَ عَلَى
الْغَيْبِ بِضَنِينٍ{24} وَمَا
هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ
رَجِيمٍ{25}التكوير.
بماذا أقسم الله تعالى في الآيات
الكريمة وما هو جواب القسم ؟
جـ -
أقسم الله تعالى في الآيات
الكريمة بالآتي : بالنجوم
المختفية أنوارها نهارًا, الجارية
والمستترة في أبراجها, والليل إذا
أقبل بظلامه, والصبح إذا ظهر
ضياؤه .
وجواب القسم : إن القرآن
لَتبليغ رسول كريم- هو جبريل
عليه السلام-, ذِي قوة في تنفيذ
ما يؤمر به, صاحبِ مكانة رفيعة
عند الله, تطيعه الملائكة,
مؤتمن على الوحي الذي ينزل به.
وما محمد الذي تعرفونه بمجنون,
ولقد رأى محمد جبريل الذي يأتيه
بالرسالة في الأفق العظيم, وما
هو ببخيل في تبليغ الوحي. وما
هذا القرآن بقول شيطان رجيم,
مطرود من رحمة الله, ولكنه كلام
الله ووحيه.
س1162-
إِذَا السَّمَاء
انفَطَرَتْ{1} وَإِذَا
الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ{2}
وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ{3}
وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ{4}
عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ
وَأَخَّرَتْ{5}الانفطار.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- إذا السماء انشقت, واختلَّ
نظامها, وإذا الكواكب تساقطت,
وإذا البحار فجَّر الله بعضها
في بعض، فذهب ماؤها, وإذا
القبور قُلِبت ببعث مَن كان
فيها, حينئذ تعلم كلُّ نفس جميع
أعمالها, ما تقدَّم منها, وما
تأخر, وجوزيت بها.
س1163-
يَا أَيُّهَا
الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ
بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ{6} الَّذِي
خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ
فَعَدَلَكَ{7} فِي أَيِّ صُورَةٍ
مَّا شَاء رَكَّبَكَ{8} كَلَّا
بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ{9}
وَإِنَّ عَلَيْكُمْ
لَحَافِظِينَ{10} كِرَاماً
كَاتِبِينَ{11} يَعْلَمُونَ مَا
تَفْعَلُونَ{12}الانفطار.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- يا أيها الإنسان المنكر
للبعث, ما الذي جعلك تغتَرُّ
بربك الجواد كثير الخير الحقيق
بالشكر والطاعة, أليس هو الذي
خلقك فسوَّى خلقك فعَدَلك فجعلك
معتدل الخلق متناسب الأعضاء
ليست يد أو رجل أطول من الأخرى,
وركَّبك لأداء وظائفك, في أيِّ
صورة شاءها خلقك؟ ليس الأمر كما
تقولون من أنكم في عبادتكم غير
الله مُحِقون, بل تكذِّبون بيوم
الحساب والجزاء. وإن عليكم
لملائكة رقباء كراما على الله
كاتبين لما وُكِّلوا بإحصائه,
لا يفوتهم من أعمالكم وأسراركم
شيء, يعلمون ما تفعلون من خير
أو شر.
س1164- يوم الحساب لا يقدر أحد
على نفع أحد, والأمر في ذلك اليوم
لله وحده الذي لا يغلبه غالب, ولا
يقهره قاهر, ولا ينازعه أحد. اذكر
الآية الكريمة الدالة على هذا
المعنى .
جـ
-
يَوْمَ لَا
تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ
شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ
لِلَّهِ{19}الانفطار.
س1165- من هم المطففين ؟ وماذا
أعد الله تعالى لهم ؟
جـ -
هم الذين إذا اشتروا من الناس
مكيلا أو موزونًا يوفون لأنفسهم,
وإذا باعوا الناس مكيلا أو
موزونًا يُنْقصون في المكيال
والميزان, أعد الله تعالى لهم
عذابٌ شديد أو هو وادي في جهنم
يقال له ويل .
وَيْلٌ
لِّلْمُطَفِّفِينَ{1} الَّذِينَ
إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى
النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ{2}
وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو
وَّزَنُوهُمْ
يُخْسِرُونَ{3}المطففين.
س1166- فسر الآيات الكريمة.
كَلَّا إِنَّ
كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي
سِجِّينٍ{7} وَمَا أَدْرَاكَ مَا
سِجِّينٌ{8} كِتَابٌ
مَّرْقُومٌ{9}المطففين.
جـ
- حقا إن مصير الفُجَّار
ومأواهم لفي ضيق(وقيل عن سجين
أنه كتاب جامع لأعمال الشياطين
والكفرة وقيل هو مكان أسفل
الأرض السابعة وهو محل إبليس
وجنوده) , وما أدراك ما هذا
الضيق؟ إنه سجن مقيم وعذاب
أليم، وهو ما كتب لهم المصير
إليه، مكتوب مختوم مفروغ منه،
لا يزاد فيه ولا يُنقص.
س1167-
كَلَّا إِنَّهُمْ
عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ
لَّمَحْجُوبُونَ{15}المطففين.
فسر
الآية الكريمة مبيناً دلالتها .
جـ -
ليس الأمر كما زعم الكفار, بل
إنهم يوم القيامة عن رؤية ربهم-
جل وعلا- لمحجوبون.
وفي هذه الآية دلالة على رؤية
المؤمنين ربَّهم في الجنة.
س1168- فسر الآيات الكريمة.
كَلَّا إِنَّ
كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي
عِلِّيِّينَ{18} وَمَا أَدْرَاكَ
مَا عِلِّيُّونَ{19} كِتَابٌ
مَّرْقُومٌ{20} يَشْهَدُهُ
الْمُقَرَّبُونَ{21}المطففين.
جـ
- حقا إن كتاب الأبرار -وهم
المتقون- لفي المراتب العالية
في الجنة ( وقيل عن عليين أنه
كتاب جامع لأعمال الخير من
الملائكة ومؤمني الثقلين وقيل
هو مكان في السماء السابعة تحت
العرش ) وما أدراك -أيها
الرسول- ما هذه المراتب
العالية؟ كتاب الأبرار مكتوب
مختوم مفروغ منه, لا يزاد فيه
ولا يُنقص، يَطَّلِع عليه
المقربون من ملائكة كل سماء.
س1169- ما هو شراب الأبرار أهل
الصدق والطاعة في الجنة ؟
جـ -
يُسْقَون من خمر صافية محكم
إناؤها, آخره رائحة مسك, وفي ذلك
النعيم المقيم فليتسابق
المتسابقون. وهذا الشراب مزاجه
وخلطه من عين في الجنة تُعْرَف
لعلوها بـ "تسنيم", عين أعدت ;
ليشرب منها المقربون, ويتلذذوا
بها.
إِنَّ
الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ{22}
عَلَى الْأَرَائِكِ
يَنظُرُونَ{23} تَعْرِفُ فِي
وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ
النَّعِيمِ{24} يُسْقَوْنَ مِن
رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ{25}
خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ
فَلْيَتَنَافَسِ
الْمُتَنَافِسُونَ{26}
وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ{27}
عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا
الْمُقَرَّبُونَ{28}المطففين.
س1170- ما موقف المجرمين الكفار
مع المؤمنين في الحياة الدنيا وما
موقف المؤمنين معهم يوم القيامة؟
جـ -
الذين أجرموا كانوا في الدنيا
يستهزئون بالمؤمنين, وإذا مروا
بهم يتغامزون سخرية بهم, وإذا رجع
الذين أجرموا إلى أهلهم وذويهم
تفكهوا معهم بالسخرية من
المؤمنين. وإذا رأى هؤلاء الكفار
أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم,
وقد اتبعوا الهدى قالوا: إن هؤلاء
لتائهون في إتباعهم محمدًا صلى
الله عليه وسلم, وما بُعث هؤلاء
المجرمون رقباء على أصحاب محمد
صلى الله عليه وسلم. فيوم القيامة
يسخر الذين صدقوا الله ورسوله
وعملوا بشرعه من الكفار, كما سخر
الكافرون منهم في الدنيا. على
المجالس الفاخرة ينظر المؤمنون
إلى ما أعطاهم الله من الكرامة
والنعيم في الجنة, ومن أعظم ذلك
النظر إلى وجه الله الكريم. هل
جوزي الكفار - إذ فُعل بهم ذلك-
جزاءً وفاق ما كانوا يفعلونه في
الدنيا من الشرور والآثام؟
إِنَّ الَّذِينَ
أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ
الَّذِينَ آمَنُوا
يَضْحَكُونَ{29} وَإِذَا
مَرُّواْ بِهِمْ
يَتَغَامَزُونَ{30} وَإِذَا
انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ
انقَلَبُواْ فَكِهِينَ{31}
وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا
إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ{32}
وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ
حَافِظِينَ{33} فَالْيَوْمَ
الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ
الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ{34}
عَلَى الْأَرَائِكِ
يَنظُرُونَ{35} هَلْ ثُوِّبَ
الْكُفَّارُ مَا كَانُوا
يَفْعَلُونَ{36}المطففين.
س1171-
إِذَا السَّمَاء
انشَقَّتْ{1} وَأَذِنَتْ
لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ{2} وَإِذَا
الْأَرْضُ مُدَّتْ{3} وَأَلْقَتْ
مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ{4}
وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا
وَحُقَّتْ{5} يَا أَيُّهَا
الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ
إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً
فَمُلَاقِيهِ{6}الانشقاق.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- إذا السماء تصدَّعت, وتفطَّرت
بالغمام يوم القيامة, وأطاعت
أمر ربها فيما أمرها به من
الانشقاق, وحُقَّ لها أن تنقاد
لأمره. وإذا الأرض بُسطت
وَوُسِّعت, ودكت جبالها في ذلك
اليوم, وقذفت ما في بطنها من
الأموات, وتخلَّتْ عنهم,
وانقادت لربها فيما أمرها به,
وحُقَّ لها أن تنقاد لأمره. يا
أيها الإنسان إنك ساعٍ إلى
الله, وعامل أعمالا من خير أو
شر, ثم تلاقي الله يوم القيامة,
فيجازيك بعملك بفضله أو عدله.
س1172-
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ
وَرَاء ظَهْرِهِ{10} فَسَوْفَ
يَدْعُو ثُبُوراً{11} وَيَصْلَى
سَعِيراً{12} إِنَّهُ كَانَ فِي
أَهْلِهِ مَسْرُوراً{13} إِنَّهُ
ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ{14} بَلَى
إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ
بَصِيراً{15}الانشقاق.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- وأمَّا مَن أُعطي صحيفة
أعماله من وراء ظهره, وهو
الكافر بالله تغل يمناه إلى
عنقه وتجعل يسراه وراء ظهره
فيأخذ بها كتابه , فسوف ينادي
هلاكه بقوله يا ثبوراه , ويدخل
النار مقاسيًا حرها. إنه كان في
أهله في الدنيا مسرورًا
مغرورًا, لا يفكر في العواقب,
إنه ظنَّ أن لن يرجع إلى خالقه
حيا للحساب. بلى سيعيده الله
كما بدأه ويجازيه على أعماله,
إن ربه كان به بصيرًا عليمًا
بحاله من يوم خلقه إلى أن بعثه.
س1173-
فَلَا أُقْسِمُ
بِالشَّفَقِ{16} وَاللَّيْلِ
وَمَا وَسَقَ{17} وَالْقَمَرِ
إِذَا اتَّسَقَ{18} لَتَرْكَبُنَّ
طَبَقاً عَن طَبَقٍ{19}الانشقاق.
بماذا أقسم الله تعالى في الآيات
الكريمة وما هو جواب القسم ؟
جـ -
أقسم الله تعالى : باحمرار الأفق
عند الغروب, وبالليل وما جمع من
الدواب والحشرات والهوام وغير
ذلك, وبالقمر إذا تكامل نوره.
وجواب القسم : لتركبُنَّ- أيها
الناس- أطوارا متعددة وأحوالا
متباينة: من النطفة إلى العلقة
إلى المضغة إلى نفخ الروح إلى
الموت إلى البعث والنشور.
س1174-
بَلِ الَّذِينَ
كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ{22}
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا
يُوعُونَ{23} فَبَشِّرْهُم
بِعَذَابٍ أَلِيمٍ{24} إِلَّا
الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ
الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ
غَيْرُ مَمْنُونٍ{25}الانشقاق.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ- إنما سجية الذين كفروا
التكذيب ومخالفة الحق. والله
أعلم بما يكتمون في صدورهم من
العناد مع علمهم بأن ما جاء به
القرآن حق, فبشرهم -أيها
الرسول- بأن الله- عز وجل- قد
أعدَّ لهم عذابًا موجعًا, لكن
الذين آمنوا بالله ورسوله
وأدُّوا ما فرضه الله عليهم,
لهم أجر في الآخرة غير مقطوع
ولا منقوص.
س1175-
وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ{1}
وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ{2}
وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ{3} قُتِلَ
أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ{4}البروج.
بماذا أقسم الله تعالى في الآيات
الكريمة وما هو جواب القسم ؟
جـ -
أقسم الله تعالى : بالسماء ذات
المنازل التي تمر بها الشمس
والقمر, وبيوم القيامة الذي وعد
الله الخلق أن يجمعهم فيه, وشاهد
يشهد, ومشهود يشهد عليه أو
(وشاهد) يوم الجمعة (ومشهود) يوم
عرفة.
جواب القسم : تقديره (لقد) لُعن
الذين شَقُّوا في الأرض شقًا
عظيمًا؛ لتعذيب المؤمنين.
س1176- ما هي قصة أصحاب الأخدود ؟
جـ -
لُعن الذين شَقُّوا في الأرض شقًا
عظيمًا؛ لتعذيب المؤمنين, وأوقدوا
النار الشديدة ذات الوَقود, إذ هم
قعود على الأخدود ملازمون له,وهم
على ما يفعلون بالمؤمنين بالله من
تعذيبهم بالإلقاء في النار إن لم
يرجعوا عن إيمانهم حضور . وما
أخذوهم بمثل هذا العقاب الشديد
إلا أن كانوا مؤمنين بالله العزيز
الذي لا يغالَب, الحميد في أقواله
وأفعاله وأوصافه, الذي له ملك
السموات والأرض, وهو- سبحانه- على
كل شيء شهيد, لا يخفى عليه شيء.
إن الذين حرقوا المؤمنين
والمؤمنات بالنار؛ ليصرفوهم عن
دين الله, ثم لم يتوبوا, فلهم في
الآخرة عذاب جهنم, ولهم العذاب
الشديد المحرق. إن الذين صدَّقوا
الله ورسوله وعملوا الأعمال
الصالحات, لهم جنات تجري من تحت
قصورها الأنهار, ذلك الفوز
العظيم.
قُتِلَ
أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ{4}
النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ{5}
إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ{6}
وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ
بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ{7}
وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا
أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ
الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ{8}
الَّذِي لَهُ مُلْكُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
شَهِيدٌ{9} إِنَّ الَّذِينَ
فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ
يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ
جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ
الْحَرِيقِ{10} إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ
تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ
الْكَبِيرُ{11}البروج.
س1177-
بَلْ هُوَ قُرْآنٌ
مَّجِيدٌ{21} فِي لَوْحٍ
مَّحْفُوظٍ{22}البروج.
ما
هو اللوح المحفوظ ؟
جـ
- اللوح المحفوظ , المحفوظ فيه
القرآن الكريم هو في الهواء فوق
السماء السابعة , محفوظ من
الشياطين ومن تغيير شيء منه
طوله ما بين السماء والأرض
وعرضه ما بين المشرق والمغرب
وهو من درة بيضاء قاله ابن عباس
رضي الله عنهما .
س1178-
وَالسَّمَاء
وَالطَّارِقِ{1} وَمَا أَدْرَاكَ
مَا الطَّارِقُ{2} النَّجْمُ
الثَّاقِبُ{3} إِن كُلُّ نَفْسٍ
لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ{4}
فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ
خُلِقَ{5} خُلِقَ مِن مَّاء
دَافِقٍ{6} يَخْرُجُ مِن بَيْنِ
الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ{7}
إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ
لَقَادِرٌ{8} يَوْمَ تُبْلَى
السَّرَائِرُ{9} فَمَا لَهُ مِن
قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ{10}
وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ{11}
وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ{12}
إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ{13}
وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ{14}
إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً{15}
وَأَكِيدُ كَيْداً{16} فَمَهِّلِ
الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ
رُوَيْداً{17}الطارق.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- أقسم الله سبحانه بالسماء
والنجم الذي يطرق ليلا , وما
أدراك ما عِظَمُ هذا النجم؟ هو
النجم المضيء المتوهِّج. ما كل
نفس إلا أوكل بها مَلَك رقيب
يحفظ عليها أعمالها لتحاسب
عليها يوم القيامة. فلينظر
الإنسان المنكر للبعث مِمَّ
خُلِقَ؟ ليعلم أن إعادة خلق
الإنسان ليست أصعب من خلقه
أوّلا خلق من منيٍّ منصبٍّ
بسرعة في الرحم, يخرج من بين
صلب الرجل وعظام صدر المرأة. إن
الذي خلق الإنسان من هذا الماء
لَقادر على رجعه إلى الحياة بعد
الموت. يوم تختبر وتكشف ضمائر
القلوب في العقائد والنيات
ويُمَيَّز الصالح منها من
الفاسد, فما للإنسان من قوة
يدفع بها عن نفسه, وما له من
ناصر يدفع عنه عذاب الله.
والسماء ذات المطر المتكرر,
والأرض ذات التشقق بما يتخللها
من نبات, إن القرآن لقول فصل
بَيْنَ الحق والباطل, وما هو
بالهزل. ولا يجوز للمخلوق أن
يقسم بغير الله, وإلا فقد أشرك.
إن المكذبين للرسول صلى الله
عليه وسلم, وللقرآن, يكيدون
ويدبرون؛ ليدفعوا بكيدهم الحق
ويؤيدوا الباطل, وأكيد كيدًا
وأستدرجهم من حيث لا يعلمون
لإظهار الحق, ولو كره الكافرون,
فلا تستعجل لهم -أيها الرسول-
بطلب إنزال العقاب بهم, بل
أمهلهم وأنظرهم قليلا ولا
تستعجل لهم, وسترى ما يحلُّ بهم
من العذاب والنكال والعقوبة
والهلاك.
س1179-
سَبِّحِ اسْمَ
رَبِّكَ الْأَعْلَى{1} الَّذِي
خَلَقَ فَسَوَّى{2} وَالَّذِي
قَدَّرَ فَهَدَى{3} وَالَّذِي
أَخْرَجَ الْمَرْعَى{4}
فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى{5}
سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى{6}
إِلَّا مَا شَاء اللَّهُ إِنَّهُ
يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا
يَخْفَى{7} وَنُيَسِّرُكَ
لِلْيُسْرَى{8} فَذَكِّرْ إِن
نَّفَعَتِ الذِّكْرَى{9}
سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى{10}
وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى{11}
الَّذِي يَصْلَى النَّارَ
الْكُبْرَى{12} ثُمَّ لَا يَمُوتُ
فِيهَا وَلَا يَحْيَى{13} قَدْ
أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى{14}
وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ
فَصَلَّى{15} بَلْ تُؤْثِرُونَ
الْحَيَاةَ الدُّنْيَا{16}
وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ
وَأَبْقَى{17} إِنَّ هَذَا لَفِي
الصُّحُفِ الْأُولَى{18} صُحُفِ
إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى{19}الأعلى.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- نَزِّه اسم ربك الأعلى عن
الشريك والنقائص تنزيهًا يليق
بعظمته سبحانه, الذي خلق
المخلوقات, فأتقن خلقها,
وأحسنه, والذي قدَّر جميع
المقدرات, فهدى كل خلق إلى ما
يناسبه, والذي أنبت الكلأ
الأخضر, فجعله بعد ذلك هشيمًا
جافًا متغيرًا. سنقرئك -أيها
الرسول- هذا القرآن قراءة لا
تنساها, إلا ما شاء الله مما
اقتضت حكمته أن ينسيه لمصلحة
يعلمها. إنه - سبحانه- يعلم
الجهر من القول والعمل, وما
يخفى منهما. ونيسرك لليسرى في
جميع أمورك, ومن ذلك تسهيل
تَلَقِّي أعباء الرسالة, وجعل
دينك يسرًا لا عسر فيه. فعظ
قومك -أيها الرسول- حسبما
يسرناه لك بما يوحى إليك،
وأهدهم إلى ما فيه خيرهم.
وخُصَّ بالتذكير من يرجى منه
التذكُّر، ولا تتعب نفسك في
تذكير من لا يورثه التذكر إلا
عتوًّا ونفورًا . سيتعظ الذي
يخاف ربه, ويبتعد عن الذكرى
الأشقى الذي لا يخشى ربه, الذي
سيدخل نار جهنم العظمى يقاسي
حرَّها, ثم لا يموت فيها
فيستريح, ولا يحيا حياة تنفعه.
قد فاز مَن طهر نفسه من الأخلاق
السيئة، وذكر الله, فوحَّده
ودعاه وعمل بما يرضيه, وأقام
الصلاة في أوقاتها؛ ابتغاء
رضوان الله وامتثالا لشرعه.
إنكم -أيها الناس- تفضِّلون
زينة الحياة الدنيا على نعيم
الآخرة. والدار الآخرة بما فيها
من النعيم المقيم, خير من
الدنيا وأبقى. إن ما أخبرتم به
في هذه السورة هو مما ثبت معناه
في الصُّحف التي أنزلت قبل
القرآن،وهي صُحف إبراهيم وموسى
عليهما السلام.
س1180-
هَلْ أَتَاكَ
حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ{1} وُجُوهٌ
يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ{2}
عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ{3} تَصْلَى
نَاراً حَامِيَةً{4} تُسْقَى مِنْ
عَيْنٍ آنِيَةٍ{5} لَّيْسَ لَهُمْ
طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ{6}
لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن
جُوعٍ{7} وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ
نَّاعِمَةٌ{8} لِسَعْيِهَا
رَاضِيَةٌ{9} فِي جَنَّةٍ
عَالِيَةٍ{10} لَّا تَسْمَعُ
فِيهَا لَاغِيَةً{11} فِيهَا
عَيْنٌ جَارِيَةٌ{12} فِيهَا
سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ{13}
وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ{14}
وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ{15}
وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ{16}
أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى
الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ{17}
وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ
رُفِعَتْ{18} وَإِلَى الْجِبَالِ
كَيْفَ نُصِبَتْ{19} وَإِلَى
الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ{20}
فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ
مُذَكِّرٌ{21} لَّسْتَ عَلَيْهِم
بِمُصَيْطِرٍ{22} إِلَّا مَن
تَوَلَّى وَكَفَرَ{23}
فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ
الْأَكْبَرَ{24} إِنَّ إِلَيْنَا
إِيَابَهُمْ{25} ثُمَّ إِنَّ
عَلَيْنَا
حِسَابَهُمْ{26}الغاشية.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- هل أتاك -أيها الرسول- خبر
القيامة التي تغشى الناس
بأهوالها؟ وجوه الكفار يومئذ
ذليلة بالعذاب, مجهدة بالعمل
متعبة, تصيبها نار شديدة
التوهج, تُسقى من عين شديدة
الحرارة. ليس لأصحاب النار طعام
إلا من نبت ذي شوك لاصق بالأرض,
وهو مِن شر الطعام وأخبثه, لا
يُسْمن بدن صاحبه من الهُزال,
ولا يسدُّ جوعه ورمقه. وجوه
المؤمنين يوم القيامة ذات نعمة؛
لسعيها في الدنيا بالطاعات
راضية في الآخرة, في جنة رفيعة
المكان والمكانة, لا تسمع فيها
كلمة لغو واحدة, فيها عين تتدفق
مياهها, فيها سرر عالية وأكواب
معدة للشاربين, ووسائد مصفوفة,
الواحدة جنب الأخرى, وبُسُط
كثيرة مفروشة. أفلا ينظر
الكافرون المكذِّبون إلى الإبل:
كيف خُلِقَت هذا الخلق العجيب؟
وإلى السماء كيف رُفِعَت هذا
الرَّفع البديع؟ وإلى الجبال
كيف نُصبت, فحصل بها الثبات
للأرض والاستقرار؟ وإلى الأرض
كيف بُسِطت ومُهِّدت؟ فعِظْ
-أيها الرسول- المعرضين بما
أُرْسِلْتَ به إليهم, ولا تحزن
على إعراضهم, إنما أنت واعظ
لهم, ليس عليك إكراههم على
الإيمان. لكن الذي أعرض عن
التذكير والموعظة وأصرَّ على
كفره, فيعذبه الله العذاب
الشديد في النار. إنَّ إلينا
مرجعهم بعد الموت, ثم إن علينا
جزاءهم على ما عملوا.
س1181- بماذا أقسم الله تعالى في
الآيات الكريمة وما هو جواب القسم
؟
وَالْفَجْرِ{1}
وَلَيَالٍ عَشْرٍ{2} وَالشَّفْعِ
وَالْوَتْرِ{3} وَاللَّيْلِ إِذَا
يَسْرِ{4} هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ
لِّذِي حِجْرٍ{5} أَلَمْ تَرَ
كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ{6}
إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ{7}
الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا
فِي الْبِلَادِ{8} وَثَمُودَ
الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ
بِالْوَادِ{9} وَفِرْعَوْنَ ذِي
الْأَوْتَادِ{10} الَّذِينَ
طَغَوْا فِي الْبِلَادِ{11}
فَأَكْثَرُوا فِيهَا
الْفَسَادَ{12} فَصَبَّ
عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ
عَذَابٍ{13} إِنَّ رَبَّكَ
لَبِالْمِرْصَادِ{14}الفجر.
جـ -
أقسم الله سبحانه : بوقت الفجر,
والليالي العشر الأوَل من ذي
الحجة وما شرفت به, وبكل شفع أي
زوج و وتر أي فرد, وبالليل إذا
يَسْري بظلامه, أليس في الأقسام
المذكورة مَقْنَع لذي عقل؟
وجواب القسم : ألم تر -أيها
الرسول- كيف فعل ربُّك بقوم
عاد, وهي قبيلة إرم, ذات القوة
والأبنية المرفوعة على الأعمدة
, التي لم يُخلق مثلها في
البلاد في عِظَم الأجساد وقوة
البأس؟ وكيف فعل بثمود قوم صالح
الذين قطعوا الصخر بالوادي
واتخذوا منه بيوتًا؟ وكيف فعل
بفرعون مَلِك "مصر", صاحب
الجنود الذين ثبَّتوا مُلْكه,
وقوَّوا له أمره؟ هؤلاء الذين
استبدُّوا, وظلموا في بلاد
الله, فأكثروا فيها بظلمهم
الفساد, فصب عليهم ربُّك عذابا
شديدا. إنَّ ربك -أيها الرسول-
لبالمرصاد لمن يعصيه, يمهله
قليلا ثم يأخذه أخْذَ عزيز
مقتدر.
س1182- ما قول الإنسان الكافر مع
ربه عز وجل إذا أكرمه وقوله إذا
أهانه ؟ وهل هذا القول صحيح ؟
جـ -
فأما الإنسان إذا ما اختبره ربه
بالنعمة, وبسط له رزقه, وجعله في
أطيب عيش, فيظن أن ذلك لكرامته
عند ربه, فيقول: ربي أكرمن. وأما
إذا ما اختبره, فضيَّق عليه رزقه,
فيظن أن ذلك لهوانه على الله,
فيقول: ربي أهانن.
كلا
ليس الإكرام بالغنى و الإهانة
بالفقر وإنما هو بالطاعة والمعصية
وكفار مكة لا ينتبهون لذلك بل لا
يكرمون اليتيم لا يحسنون إليه مع
غناهم , ولا يَحُثُّ بعضكم بعضًا
على إطعام المسكين, وتأكلون حقوق
الآخرين في الميراث أكلا شديدًا,
وتحبون المال حبًا مفرطًا.
فَأَمَّا
الْإِنسَانُ إِذَا مَا
ابْتَلَاهُ رَبُّهُ
فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ
فَيَقُولُ رَبِّي
أَكْرَمَنِ{15} وَأَمَّا إِذَا
مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ
عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ
رَبِّي أَهَانَنِ{16} كَلَّا
بَل لَّا تُكْرِمُونَ
الْيَتِيمَ{17} وَلَا
تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ
الْمِسْكِينِ{18} وَتَأْكُلُونَ
التُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً{19}
وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً
جَمّاً{20}الفجر.
س1183-
كَلَّا إِذَا
دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً
دَكّاً{21} وَجَاء رَبُّكَ
وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً{22}
وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ
يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ
الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ
الذِّكْرَى{23}الفجر.
كيف
تجيء جهنم يوم القيامة وما حالها
؟
جـ
- وجيء يومئذ بجهنم تقاد بسبعين
ألف زمام كل زمام بأيدي سبعين
ألف ملك لها زفير وتغيظ ويومئذ
يتذكر الإنسان الكافر ما فرط
فيه ولا ينفعه تذكره ذلك .
س1184- ماذا يقال للنفس المطمئنة
عند موتها ؟
جـ -
يقال لها : يا أيتها النفس
المطمئنة إلى ذِكر الله والإيمان
به, وبما أعدَّه من النعيم
للمؤمنين, ارجعي إلى ربك راضية
بإكرام الله لك, والله سبحانه قد
رضي عنك, فادخلي في عداد عباد
الله الصالحين, وادخلي معهم جنتي.
يَا أَيَّتُهَا
النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ{27}
ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ
رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً{28}
فَادْخُلِي فِي عِبَادِي{29}
وَادْخُلِي جَنَّتِي{30}الفجر.
س1185-
لَا أُقْسِمُ بِهَذَا
الْبَلَدِ{1} وَأَنتَ حِلٌّ
بِهَذَا الْبَلَدِ{2} وَوَالِدٍ
وَمَا وَلَدَ{3} لَقَدْ خَلَقْنَا
الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ{4}البلد.
بماذا أقسم الله تعالى في الآيات
الكريمة وما هو جواب القسم ؟
جـ -
أقسم الله : بهذا البلد الحرام,
وهو "مكة", وأنت -أيها النبي-
مقيم في هذا "البلد الحرام",
وأقسم بوالد البشرية- وهو آدم
عليه السلام- وما تناسل منه من
ولد.
جواب القسم : لقد خلقنا الإنسان
في شدة وعناء من مكابدة الدنيا.
س1186-
أَيَحْسَبُ أَن
لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ{5}
يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً
لُّبَداً{6} أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ
يَرَهُ أَحَدٌ{7} أَلَمْ نَجْعَل
لَّهُ عَيْنَيْنِ{8} وَلِسَاناً
وَشَفَتَيْنِ{9} وَهَدَيْنَاهُ
النَّجْدَيْنِ{10} فَلَا
اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ{11} وَمَا
أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ{12}
فَكُّ رَقَبَةٍ{13} أَوْ
إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي
مَسْغَبَةٍ{14} يَتِيماً ذَا
مَقْرَبَةٍ{15} أَوْ مِسْكِيناً
ذَا مَتْرَبَةٍ{16} ثُمَّ كَانَ
مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا
وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ{17}
أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ
الْمَيْمَنَةِ{18} وَالَّذِينَ
كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ
أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ{19}
عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ{20}
البلد.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- أيظن الإنسان قوي قريش وهو
أبو الأشد بن كلدة بقوته انه لن
يقدر عليه أحد والله قادر عليه
, يقول أهلكت وأنفقت على عداوة
محمدr
مالا كثيرا بعضه على بعض, أيحسب
أنه لم يره أحد فيما أنفقه
فيعلم قدره , والله عالم بقدره
وأنه ليس مما يتكثر به ومجازيه
على فعله السيئ , ألم نجعل-
استفهام تقرير- أي جعلنا له
عينين ولسانًا وشفتين ينطق بها,
وبينَّا له سبيلَي الخير والشر؟
فهلا تجاوز مشقة الآخرة بإنفاق
ماله, فيأمن. وأيُّ شيء أعلمك:
ما مشقة الآخرة, وما يعين على
تجاوزها؟ إنه عتق رقبة مؤمنة من
أسر الرِّق. أو إطعام في يوم ذي
مجاعة شديدة, يتيمًا من ذوي
القرابة يجتمع فيه فضل الصدقة
وصلة الرحم, أو فقيرًا معدمًا
لا شيء عنده. ثم كان مع فِعْل
ما ذُكر من أعمال الخير من
الذين أخلصوا الإيمان لله,
وأوصى بعضهم بعضًا بالصبر على
طاعة الله وعن معاصيه, وتواصوا
بالرحمة بالخلق. الذين فعلوا
هذه الأفعال, هم أصحاب اليمين,
الذين يؤخذ بهم يوم القيامة ذات
اليمين إلى الجنة. والذين كفروا
بالقرآن هم الذين يؤخذ بهم يوم
القيامة ذات الشمال إلى النار.
جزاؤهم جهنم مطبَقةٌ مغلقة
عليهم.
س1187-
وَالشَّمْسِ
وَضُحَاهَا{1} وَالْقَمَرِ إِذَا
تَلَاهَا{2} وَالنَّهَارِ إِذَا
جَلَّاهَا{3} وَاللَّيْلِ إِذَا
يَغْشَاهَا{4} وَالسَّمَاء وَمَا
بَنَاهَا{5} وَالْأَرْضِ وَمَا
طَحَاهَا{6} وَنَفْسٍ وَمَا
سَوَّاهَا{7} فَأَلْهَمَهَا
فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا{8} قَدْ
أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا{9} وَقَدْ
خَابَ مَن دَسَّاهَا{10}الشمس.
بماذا أقسم الله تعالى في الآيات
الكريمة وما هو جواب القسم ؟
جـ -
أقسم الله بالشمس ونهارها
وإشراقها ضحى, وبالقمر إذا تبعها
في الطلوع والأفول, وبالنهار إذا
جلَّى الظلمة وكشفها, وبالليل
عندما يغطي الأرض فيكون ما عليها
مظلمًا, وبالسماء وبنائها المحكم,
وبالأرض وبَسْطها, وبكل نفس
وإكمال الله خلقها لأداء مهمتها,
فبيَّن لها طريق الشر وطريق
الخير.
جواب القسم : قد فاز مَن
طهَّرها ونمَّاها بالخير, وقد
خسر مَن أخفى نفسه في المعاصي.
س1188- ماذا قال رسول الله صالح
u
لقومه عن الناقة ؟ وماذا فعلوا ؟
جـ -
قال لهم رسول الله صالح عليه
السلام : احذروا أن تمسوا الناقة
بسوء؛ فإنها آية أرسلها الله
إليكم, تدل على صدق نبيكم،
واحذروا أن تعتدوا على سقيها, فإن
لها شِرْب يوم ولكم شِرْب يوم
معلوم. فشق عليهم ذلك فكذبوه فيما
توعَّدهم به فأسرع أشقى القبيلة
واسمه قدار إلى عقر الناقة برضاهم
فنحرها, فأطبق عليهم ربهم العقوبة
بجرمهم, فجعلها عليهم على السواء
فلم يُفْلِت منهم أحد. ولا يخاف-
جلت قدرته- تبعة ما أنزله بهم من
شديد العقاب.
كَذَّبَتْ
ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا{11} إِذِ
انبَعَثَ أَشْقَاهَا{12}
فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ
نَاقَةَ اللَّهِ
وَسُقْيَاهَا{13} فَكَذَّبُوهُ
فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ
عَلَيْهِمْ رَبُّهُم
بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا{14}
وَلَا يَخَافُ
عُقْبَاهَا{15}الشمس.
س1189-
وَاللَّيْلِ إِذَا
يَغْشَى{1} وَالنَّهَارِ إِذَا
تَجَلَّى{2} وَمَا خَلَقَ
الذَّكَرَ وَالْأُنثَى{3} إِنَّ
سَعْيَكُمْ لَشَتَّى{4}الليل.
بماذا أقسم الله تعالى في الآيات
الكريمة وما هو جواب القسم ؟
جـ -
أقسم الله سبحانه بالليل عندما
يغطي بظلامه الأرض وما عليها,
وبالنهار إذا انكشف عن ظلام الليل
بضيائه, وبخلق الزوجين: الذكر
والأنثى.
وجواب القسم : إن عملكم لمختلف
بين عامل للدنيا وعامل للآخرة.
س1190- من الذي سييسره الله تعالى
إلى أسباب الخير والصلاح ومن الذي
سييسره لأسباب الشقاء ؟
جـ -
من بذل من ماله واتقى الله في
ذلك, وصدَّق بـ"لا إله إلا الله"
وما دلت عليه، وما ترتب عليها من
الجزاء : فسنرشده ونوفقه إلى
أسباب الخير والصلاح ونيسِّر له
أموره.
-
وأما مَن بخل بماله واستغنى عن
جزاء ربه, وكذَّب بـ"لا إله إلا
الله" وما دلت عليه، وما ترتب
عليها من الجزاء: فسنُيَسِّر له
أسباب الشقاء .
فَأَمَّا مَن
أَعْطَى وَاتَّقَى{5} وَصَدَّقَ
بِالْحُسْنَى{6}
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى{7}
وَأَمَّا مَن بَخِلَ
وَاسْتَغْنَى{8} وَكَذَّبَ
بِالْحُسْنَى{9}
فَسَنُيَسِّرُهُ
لِلْعُسْرَى{10}الليل.
س1191- فسر الآيات الكريمة.
فَأَنذَرْتُكُمْ
نَاراً تَلَظَّى{14} لَا
يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى{15}
الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى{16}
وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى{17}
الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ
يَتَزَكَّى{18} وَمَا لِأَحَدٍ
عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ
تُجْزَى{19} إِلَّا ابْتِغَاء
وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى{20}
وَلَسَوْفَ يَرْضَى{21}الليل.
جـ
- فحذَّرتكم- أيها الناس-
وخوَّفتكم نارًا تتوهج, وهي نار
جهنم. لا يدخلها إلا مَن كان
شديد الشقاء, الذي كذَّب نبي
الله محمدًا صلى الله عليه
وسلم، وأعرض عن الإيمان بالله
ورسوله, وطاعتهما. وسيُزحزَح
عنها شديد التقوى, الذي يبذل
ماله ابتغاء المزيد من الخير
بأن يخرجه لله تعالى لا رياء
ولا سمعة فيكون زاكيا عند الله(
وهذا نزل في الصديق رضي الله
عنه لما اشترى بلالا المعذب على
إيمانه وأعتقه فقال الكفار إنما
فعل ذلك ليد كانت له عنده
فنزلت). وليس إنفاقه ذاك مكافأة
لمن أسدى إليه معروفا, ولسوف
يعطيه الله في الجنة ما يرضى
به.
س1192-
وَالضُّحَى{1}
وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى{2} مَا
وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى{3}
وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ
الْأُولَى{4} وَلَسَوْفَ
يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى{5}
أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً
فَآوَى{6} وَوَجَدَكَ ضَالّاً
فَهَدَى{7} وَوَجَدَكَ عَائِلاً
فَأَغْنَى{8} فَأَمَّا الْيَتِيمَ
فَلَا تَقْهَرْ{9} وَأَمَّا
السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ{10}
وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ
فَحَدِّثْ{11}الضحى.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- أقسم الله بوقت الضحى،
والمراد به النهار كله, وبالليل
إذا سكن بالخلق واشتد ظلامه.
ويقسم الله بما يشاء من
مخلوقاته, أما المخلوق فلا يجوز
له أن يقسم بغير خالقه، فإن
القسم بغير الله شرك. ما تركك
-أيها النبي- ربك, وما أبغضك
بإبطاء الوحي عنك(نزل هذا لما
قال الكفار عند تأخر الوحي عنه
خمسة عشر يوما إن ربه ودعه
وقلاه ). ولَلدَّار الآخرة خير
لك من دار الدنيا, ولسوف يعطيك
ربك -أيها النبي- مِن أنواع
الإنعام في الآخرة, فترضى
بذلك(فقال صلى الله عليه وسلم
إذن لا أرضى وواحد من أمتي في
النار). ألم يجدك استفهام تقرير
أي وجدك يتيماً بفقد أبيك قبل
ولادتك أو بعدها فآوى بأن ضمك
إلى عمك أبي طالب ووجدك لا تدري
ما الكتاب ولا الإيمان, فعلَّمك
ما لم تكن تعلم, ووفقك لأحسن
الأعمال؟ ووجدك عائلا أي فقيرا
فأغنى أغناك بما قنعك به من
الغنيمة وغيرها وفي الحديث ليس
الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى
غنى النفس فأما اليتيم فلا
تُسِئْ معاملته, وأما السائل
فلا تزجره, بل أطعمه, واقض
حاجته, وأما بنعمة ربك التي
أسبغها عليك فتحدث بها.
س1193-
أَلَمْ نَشْرَحْ
لَكَ صَدْرَكَ{1} وَوَضَعْنَا
عَنكَ وِزْرَكَ{2} الَّذِي
أَنقَضَ ظَهْرَكَ{3} وَرَفَعْنَا
لَكَ ذِكْرَكَ{4} فَإِنَّ مَعَ
الْعُسْرِ يُسْراً{5} إِنَّ مَعَ
الْعُسْرِ يُسْراً{6} فَإِذَا
فَرَغْتَ فَانصَبْ{7} وَإِلَى
رَبِّكَ فَارْغَبْ{8}الشرح.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- ألم نوسع -أيها النبي- لك
صدرك لشرائع الدين، والدعوة إلى
الله، والاتصاف بمكارم
الأخلاق،وحططنا عنك بذلك حِمْلك
الذي أثقل ظهرك, ورفعنا لك ذكرك
بأن تذكر مع ذكري في الأذان
والإقامة والتشهد والخطبة
وغيرها وجعلناك - بما أنعمنا
عليك من المكارم- في منزلة
رفيعة عالية؟ فإن مع الشدة
سهولة إن مع العسر يسرا ,
والنبي صلى الله عليه وسلم قاسى
من الكفار شدة ثم حصل له اليسر
بنصره عليهم فإذا فرغت من أمور
الدنيا وأشغالها فَجِدَّ في
العبادة, وإلى ربك وحده فارغب
فيما عنده وتضرع .
س1194-
وَالتِّينِ
وَالزَّيْتُونِ{1} وَطُورِ
سِينِينَ{2} وَهَذَا الْبَلَدِ
الْأَمِينِ{3} لَقَدْ خَلَقْنَا
الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ
تَقْوِيمٍ{4} ثُمَّ رَدَدْنَاهُ
أَسْفَلَ سَافِلِينَ{5} إِلَّا
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ
غَيْرُ مَمْنُونٍ{6} فَمَا
يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ{7}
أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ
الْحَاكِمِينَ{8}التين.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- أَقْسم الله بالتين والزيتون,
وهما من الثمار المشهورة, وأقسم
بجبل "طور سيناء" الذي كلَّم
الله عليه موسى تكليمًا, وأقسم
بهذا البلد الأمين من كل خوف
وهو "مكة" مهبط الإسلام. لقد
خلقنا الإنسان في أحسن صورة, ثم
رددناه في بعض أفراده أسفل
سافلين كناية عن الهرم والضعف
فينقص عمل المؤمن عن زمن الشباب
ويكون له أجره أو (ثم رددناه
إلى النار إن لم يطع الله,
ويتبع الرسل) لكن الذين آمنوا
وعملوا الأعمال الصالحة لهم أجر
عظيم غير مقطوع ولا منقوص. (وفي
الحديث: إذا بلغ المؤمن من
الكبر ما يعجزه عن العمل كتب له
ما كان يعمل ) . فأيُّ شيء
يحملك -أيها الإنسان- على أن
تكذِّب بالبعث والجزاء مع وضوح
الأدلة على قدرة الله تعالى على
ذلك؟ أليس الله الذي جعل هذا
اليوم للفصل بين الناس بأحكم
الحاكمين في كل ما خلق؟ بلى.
فهل يُترك الخلق سدى لا يؤمرون
ولا يُنهون, ولا يثابون ولا
يعاقبون؟ لا يصحُّ ذلك ولا
يكون.
س1195-
اقْرَأْ بِاسْمِ
رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ
الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2}
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3}
الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4}
عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ
يَعْلَمْ{5} كَلَّا إِنَّ
الْإِنسَانَ لَيَطْغَى{6} أَن
رَّآهُ اسْتَغْنَى{7} إِنَّ إِلَى
رَبِّكَ الرُّجْعَى{8} أَرَأَيْتَ
الَّذِي يَنْهَى{9} عَبْداً إِذَا
صَلَّى{10} أَرَأَيْتَ إِن كَانَ
عَلَى الْهُدَى{11} أَوْ أَمَرَ
بِالتَّقْوَى{12} أَرَأَيْتَ إِن
كَذَّبَ وَتَوَلَّى{13} أَلَمْ
يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ
يَرَى{14} كَلَّا لَئِن لَّمْ
يَنتَهِ لَنَسْفَعاً
بِالنَّاصِيَةِ{15} نَاصِيَةٍ
كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ{16}
فَلْيَدْعُ نَادِيَه{17} سَنَدْعُ
الزَّبَانِيَةَ{18} كَلَّا لَا
تُطِعْهُ وَاسْجُدْ
وَاقْتَرِبْ{19}العلق.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- اقرأ - أيها النبي- ما أُنزل
إليك من القرآن مُفْتَتِحًا
باسم ربك المتفرد بالخلق،الذي
خلق كل إنسان من قطعة دم غليظ
أحمر. اقرأ -أيها النبي- ما
أُنزل إليك, وإن ربك لكثير
الإحسان واسع الجود،الذي علَّم
خلقه الكتابة بالقلم،علَّم
الإنسان ما لم يكن يعلم, ونقله
من ظلمة الجهل إلى نور العلم.
حقًا إن الإنسان ليتجاوز حدود
الله إذا أبطره الغنى, فليعلم
كل طاغية أن المصير إلى الله ،
فيجازي كلَّ إنسان بعمله. أرأيت
أعجب مِن طغيان هذا الرجل (وهو
أبو جهل) الذي ينهى عبدًا لنا
إذا صلَّى لربه (وهو محمد صلى
الله عليه وسلم)؟ أرأيت إن كان
المنهي عن الصلاة على الهدى
فكيف ينهاه؟ أو إن كان آمرًا
غيره بالتقوى أينهاه عن ذلك؟
أرأيت إن كذَّب هذا الناهي بما
يُدعى إليه, وأعرض عنه, ألم
يعلم بأن الله يرى كل ما يفعل؟
ليس الأمر كما يزعم أبو جهل،
لئن لم يرجع هذا عن شقاقه وأذاه
لنأخذنَّ بمقدَّم رأسه أخذًا
عنيفًا, ويُطرح في النار,
ناصيته ناصية كاذبة في مقالها,
خاطئة في أفعالها. فليُحْضِر
هذا الطاغية أهل ناديه الذين
يستنصر بهم, سندعو ملائكة
العذاب. ليس الأمر على ما يظن
أبو جهل, إنه لن ينالك -أيها
الرسول- بسوء، فلا تطعه فيما
دعاك إليه مِن تَرْك الصلاة,
واسجد لربك واقترب منه بالتحبب
إليه بطاعته.
س1196-
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ
الْقَدْرِ{1} وَمَا أَدْرَاكَ مَا
لَيْلَةُ الْقَدْرِ{2} لَيْلَةُ
الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ
شَهْرٍ{3} تَنَزَّلُ
الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا
بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ
أَمْرٍ{4} سَلَامٌ هِيَ حَتَّى
مَطْلَعِ الْفَجْرِ{5}القدر.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- إنا أنزلنا القرآن في ليلة
الشرف والفضل, وهي إحدى ليالي
شهر رمضان. وما أدراك -أيها
النبي- ما ليلة القدر والشرف؟
ليلة القدر ليلة مباركة,
فَضْلُها خير من فضل ألف شهر
ليس فيها ليلة قدر. يكثر نزول
الملائكة وجبريل عليه السلام
فيها, بإذن ربهم من كل أمر قضاه
في تلك السنة. هي أمن كلها, لا
شرَّ فيها إلى مطلع الفجر.
س1197-
لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا
مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ
حَتَّى تَأْتِيَهُمُ
الْبَيِّنَةُ{1} رَسُولٌ مِّنَ
اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً
مُّطَهَّرَةً{2} فِيهَا كُتُبٌ
قَيِّمَةٌ{3} وَمَا تَفَرَّقَ
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ
الْبَيِّنَةُ{4} وَمَا أُمِرُوا
إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ
وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ
دِينُ الْقَيِّمَةِ{5} إِنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ
الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي
نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ
فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ
الْبَرِيَّةِ{6} إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ
الْبَرِيَّةِ{7} جَزَاؤُهُمْ
عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ
تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ
خَشِيَ رَبَّهُ{8}البينة.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- لم يكن الذين كفروا من اليهود
والنصارى والمشركين تاركين
كفرهم حتى تأتيهم العلامة التي
وُعِدوا بها في الكتب السابقة.
وهي رسول الله محمد صلى الله
عليه وسلم، يتلو قرآنًا في صحف
مطهرة. في تلك الصحف أخبار
صادقة وأوامر عادلة، تهدي إلى
الحق وإلى صراط مستقيم. وما
اختلف الذين أوتوا الكتاب من
اليهود والنصارى في كون محمد
صلى الله عليه وسلم رسولا حقًا؛
لما يجدونه من نعته في كتابهم,
إلا مِن بعد ما تبينوا أنه
النبي الذي وُعِدوا به في
التوراة والإنجيل, فكانوا
مجتمعين على صحة نبوته, فلما
بُعِث جحدوها وتفرَّقوا. وما
أمروا في سائر الشرائع إلا
ليعبدوا الله وحده قاصدين
بعبادتهم وجهه, مائلين عن الشرك
إلى الإيمان, ويقيموا الصلاة،
ويُؤَدُّوا الزكاة, وذلك هو دين
الاستقامة, وهو الإسلام. إن
الذين كفروا من اليهود والنصارى
والمشركين عقابهم نار جهنم
خالدين فيها, أولئك هم أشد
الخليقة شرا. إن الذين صَدَّقوا
الله واتبعوا رسوله وعملوا
الصالحات, أولئك هم خير الخلق.
جزاؤهم عند ربهم يوم القيامة
جنات إقامة واستقرار في منتهى
الحسن, تجري من تحت قصورها
الأنهار, خالدين فيها أبدًا,
رضي الله عنهم فقبل أعمالهم
الصالحة, ورضوا عنه بما أعدَّ
لهم من أنواع الكرامات, ذلك
الجزاء الحسن لمن خاف الله
واجتنب معاصيه.
س1198-
إِذَا زُلْزِلَتِ
الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا{1}
وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ
أَثْقَالَهَا{2} وَقَالَ
الْإِنسَانُ مَا لَهَا{3}
يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ
أَخْبَارَهَا{4} بِأَنَّ رَبَّكَ
أَوْحَى لَهَا{5} يَوْمَئِذٍ
يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً
لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ{6}
فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ
خَيْراً يَرَهُ{7} وَمَن يَعْمَلْ
مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً
يَرَهُ{8}الزلزلة.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- إذا رُجَّت الأرض رجًّا
شديدًا, وأخرجت ما في بطنها من
موتى وكنوز, وتساءل الإنسان
فزعًا: ما الذي حدث لها؟ يوم
القيامة تخبر الأرض بما عُمل
عليها من خير أو شر, وبأن الله
سبحانه وتعالى أمرها بأن تخبر
بما عُمل عليها. يومئذ يرجع
الناس عن موقف الحساب أصنافًا
متفرقين؛ ليريهم الله ما عملوا
من السيئات والحسنات, ويجازيهم
عليها. فمن يعمل وزن نملة صغيرة
خيرًا، ير ثوابه في الآخرة, ومن
يعمل وزن نملة صغيرة شرًا, ير
عقابه في الآخرة.
س1199-
وَالْعَادِيَاتِ
ضَبْحاً{1} فَالْمُورِيَاتِ
قَدْحاً{2} فَالْمُغِيرَاتِ
صُبْحاً{3} فَأَثَرْنَ بِهِ
نَقْعاً{4} فَوَسَطْنَ بِهِ
جَمْعاً{5} إِنَّ الْإِنسَانَ
لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ{6} وَإِنَّهُ
عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ{7}
وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ
لَشَدِيدٌ{8} أَفَلَا يَعْلَمُ
إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي
الْقُبُورِ{9} وَحُصِّلَ مَا فِي
الصُّدُورِ{10} إِنَّ رَبَّهُم
بِهِمْ يَوْمَئِذٍ
لَّخَبِيرٌ{11}العاديات.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- أقسم الله تعالى بالخيل
الجاريات في سبيله نحو العدوِّ,
حين يظهر صوتها من سرعة
عَدْوِها. ولا يجوز للمخلوق أن
يقسم إلا بالله, فإن القسم بغير
الله شرك. فالخيل اللاتي تنقدح
النار من صلابة حوافرها؛ من
شدَّة عَدْوها. فالمغيرات على
الأعداء عند الصبح. فهيَّجْنَ
بهذا العَدْو غبارًا. فتوسَّطن
بركبانهن جموع الأعداء. إن
الإنسان لِنعم ربه لَجحود, وإنه
بجحوده ذلك لمقر. وإنه لحب
المال لشديد. أفلا يعلم الإنسان
ما ينتظره إذا أخرج الله
الأموات من القبور للحساب
والجزاء؟ واستُخرج ما استتر في
الصدور من خير أو شر. إن ربهم
بهم وبأعمالهم يومئذ لخبير, لا
يخفى عليه شيء من ذلك.
س1200-
الْقَارِعَةُ{1}
مَا الْقَارِعَةُ{2} وَمَا
أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ{3}
يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ
كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ{4}
وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ
الْمَنفُوشِ{5} فَأَمَّا مَن
ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ{6} فَهُوَ
فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ{7}
وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ
مَوَازِينُهُ{8} فَأُمُّهُ
هَاوِيَةٌ{9} وَمَا أَدْرَاكَ مَا
هِيَهْ{10} نَارٌ
حَامِيَةٌ{11}القارعة.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- الساعة التي تقرع قلوب الناس
بأهوالها. أيُّ شيء هذه
القارعة؟ وأيُّ شيء أعلمك بها؟
في ذلك اليوم يكون الناس في
كثرتهم وتفرقهم وحركتهم كالفراش
المنتشر، وهو الذي يتساقط في
النار. وتكون الجبال كالصوف
متعدد الألوان الذي يُنْفَش
باليد, فيصير هباء ويزول. فأما
من رجحت موازين حسناته, فهو في
حياة مرضية في الجنة. وأما من
خفت موازين حسناته, ورجحت
موازين سيئاته, فمأواه جهنم.
وما أدراك -أيها الرسول- ما هذه
الهاوية؟ إنها نار قد حَمِيت من
الوقود عليها.
س1201-
أَلْهَاكُمُ
التَّكَاثُرُ{1} حَتَّى زُرْتُمُ
الْمَقَابِرَ{2} كَلَّا سَوْفَ
تَعْلَمُونَ{3} ثُمَّ كَلَّا
سَوْفَ تَعْلَمُونَ{4} كَلَّا
لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ
الْيَقِينِ{5} لَتَرَوُنَّ
الْجَحِيمَ{6} ثُمَّ
لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ
الْيَقِينِ{7} ثُمَّ
لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ
النَّعِيمِ{8}التكاثر.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- شغلكم عن طاعة الله التفاخر
بكثرة الأموال والأولاد. واستمر
اشتغالكم بذلك إلى أن صرتم إلى
المقابر, ودُفنتم فيها. ما هكذا
ينبغي أن يُلْهيكم التكاثر
بالأموال, سوف تتبيَّنون أن
الدار الآخرة خير لكم. ثم
احذروا سوف تعلمون سوء عاقبة
انشغالكم عنها. ما هكذا ينبغي
أن يلهيكم التكاثر بالأموال, لو
تعلمون حق العلم لانزجرتم,
ولبادرتم إلى إنقاذ أنفسكم من
الهلاك. لتبصرُنَّ الجحيم, ثم
لتبصرُنَّها دون ريب, ثم
لتسألُنَّ يوم القيامة عن كل
أنواع النعيم.
س1202-
وَالْعَصْرِ{1}
إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي
خُسْرٍ{2} إِلَّا الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ
وَتَوَاصَوْا
بِالصَّبْرِ{3}العصر.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- أقسم الله بالدهر على أن بني
آدم لفي هلكة ونقصان. ولا يجوز
للعبد أن يقسم إلا بالله, فإن
القسم بغير الله شرك. أن بني
آدم لفي هلكة ونقصان إلا الذين
آمنوا بالله وعملوا عملا
صالحًا, وأوصى بعضهم بعضًا
بالاستمساك بالحق, والعمل بطاعة
الله, والصبر على ذلك.
س1203-
وَيْلٌ لِّكُلِّ
هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ{1} الَّذِي
جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ{2}
يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ
أَخْلَدَهُ{3} كَلَّا
لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ{4}
وَمَا أَدْرَاكَ مَا
الْحُطَمَةُ{5} نَارُ اللَّهِ
الْمُوقَدَةُ{6} الَّتِي
تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ{7}
إِنَّهَا عَلَيْهِم
مُّؤْصَدَةٌ{8} فِي عَمَدٍ
مُّمَدَّدَةٍ{9}الهمزة.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ- ويل كلمة عذاب أو واد في
جهنم لمن كان كثير الهمز واللمز
أي الغيبة( نزلت فيمن كان يغتاب
النبي صلى الله عليه وسلم
والمؤمنين كأمية ابن خلف
والوليد بن المغيرة وغيرهما) ,
الذي كان همُّه جمع المال
وتعداده. يظن أنه ضَمِنَ لنفسه
بهذا المال الذي جمعه, الخلود
في الدنيا والإفلات من الحساب.
ليس الأمر كما ظن, ليُطرحنَّ في
النار التي تهشم كل ما يُلْقى
فيها. وما أدراك -أيها الرسول-
ما حقيقة النار؟ إنها نار الله
الموقدة التي من شدتها تنفُذ من
الأجسام إلى القلوب. إنها عليهم
مطبَقة في سلاسل وأغلال
مطوَّلة؛ لئلا يخرجوا منها.
س1204-
أَلَمْ تَرَ
كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ
بِأَصْحَابِ الْفِيلِ{1} أَلَمْ
يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي
تَضْلِيلٍ{2} وَأَرْسَلَ
عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ{3}
تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن
سِجِّيلٍ{4} فَجَعَلَهُمْ
كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ{5}الفيل.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- ألم تعلم -أيها الرسول- كيف
فعل ربك بأصحاب الفيل: أبرهة
الحبشي وجيشه الذين أرادوا
تدمير الكعبة المباركة؟ ألم
يجعل ما دبَّروه من شر في خسارة
وهلاك وإبطال وتضييع؟ وبعث
عليهم طيرًا في جماعات متتابعة,
تقذفهم بحجارة من طين متحجِّر.
فجعلهم به محطمين كأوراق الزرع
اليابسة التي أكلتها البهائم ثم
رمت بها. أهلكهم الله تعالى كل
واحد بحجره المكتوب عليه اسمه
وهو أكبر من العدسة وأصغر من
الحمصة يخرق البيضة والرجل
والفيل ويصل إلى الأرض وكان هذا
عام مولد النبي صلى الله عليه
وسلم .
س1205-
لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ{1}
إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء
وَالصَّيْفِ{2} فَلْيَعْبُدُوا
رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ{3} الَّذِي
أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ
وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ{4}قريش.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- اعْجَبوا لإلف قريش, وأمنهم,
واستقامة مصالحهم, وانتظام
رحلتيهم في الشتاء إلى "اليمن",
وفي الصيف إلى "الشام"، وتيسير
ذلك; لجلب ما يحتاجون إليه.
فليشكروا, وليعبدوا رب هذا
البيت -وهو الكعبة- الذي شرفوا
به, وليوحدوه ويخلصوا له
العبادة. الذي أطعمهم من جوع
شديد, وآمنهم من فزع وخوف عظيم.
س1206-
أَرَأَيْتَ
الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ{1}
فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ
الْيَتِيمَ{2} وَلَا يَحُضُّ
عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ{3}
فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ{4}
الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ
سَاهُونَ{5} الَّذِينَ هُمْ
يُرَاؤُونَ{6} وَيَمْنَعُونَ
الْمَاعُونَ{7}الماعون.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- أرأيت حال ذلك الذي يكذِّب
بالبعث والجزاء؟ فذلك الذي يدفع
اليتيم بعنف وشدة عن حقه؛
لقساوة قلبه. ولا يحضُّ غيره
على إطعام المسكين, فكيف له أن
يطعمه بنفسه؟ فعذاب شديد
للمصلين الذين هم عن صلاتهم
لاهون, لا يقيمونها على وجهها,
ولا يؤدونها في وقتها. الذين هم
يتظاهرون بأعمال الخير مراءاة
للناس. ويمنعون إعارة ما لا تضر
إعارته من الآنية(كالإبرة
والفأس والقدر والقصعة) وغيرها,
فلا هم أحسنوا عبادة ربهم, ولا
هم أحسنوا إلى خلقه.
س1207-
إِنَّا
أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ{1}
فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ{2}
إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ
الْأَبْتَرُ{3}الكوثر.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- إنا أعطيناك -أيها النبي-
الخير الكثير في الدنيا
والآخرة, ومن ذلك نهر الكوثر في
الجنة الذي حافتاه خيام اللؤلؤ
المجوَّف, وطينه المسك. فأخلص
لربك صلاتك كلها, واذبح ذبيحتك
له وعلى اسمه وحده. إن مبغضك
ومبغض ما جئت به من الهدى
والنور, هو المنقطع أثره,
المقطوع من كل خير. (نزلت في
العاص بن وائل سمى النبي صلى
الله عليه وسلم أبتر عند موت
ابنه القاسم ) .
س1208-
قُلْ يَا أَيُّهَا
الْكَافِرُونَ{1} لَا أَعْبُدُ
مَا تَعْبُدُونَ{2} وَلَا أَنتُمْ
عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ{3} وَلَا
أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ{4}
وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا
أَعْبُدُ{5} لَكُمْ دِينُكُمْ
وَلِيَ دِينِ{6}الكافرون.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- قل -أيها الرسول- للذين كفروا
بالله ورسوله: يا أيها الكافرون
بالله. لا أعبد ما تعبدون من
الأصنام والآلهة الزائفة. ولا
أنتم عابدون ما أعبد من إله
واحد, هو الله رب العالمين
المستحق وحده للعبادة. ولا أنا
عابد ما عبدتم من الأصنام
والآلهة الباطلة. ولا أنتم
عابدون مستقبلا ما أعبد. وهذه
الآية نزلت في أشخاص بأعيانهم
من المشركين، قد علم الله أنهم
لا يؤمنون أبدًا. لكم دينكم
الذي أصررتم على إتباعه, ولي
ديني الذي لا أبغي غيره.
س1209-
إِذَا جَاء نَصْرُ
اللَّهِ وَالْفَتْحُ{1}
وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ
فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً{2}
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ
وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ
تَوَّاباً{3}النصر.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- إذا تمَّ لك -أيها الرسول-
النصر على كفار قريش, وتم لك
فتح "مكة".ورأيت الكثير من
الناس يدخلون في الإسلام جماعات
جماعات. إذا وقع ذلك فتهيأ
للقاء ربك بالإكثار من التسبيح
بحمده والإكثار من استغفاره,
إنه كان توابًا على المسبحين
والمستغفرين, يتوب عليهم
ويرحمهم ويقبل توبتهم.( وكان
صلى الله عليه وسلم بعد نزول
هذه السورة يكثر من قول: سبحان
الله وبحمده وأستغفر الله وأتوب
إليه ، وعلم بها أنه قد اقترب
أجله وكان فتح مكة في رمضان سنة
ثمان وتوفي صلى الله عليه وسلم
في ربيع الأول سنة عشر).
س1210-
تَبَّتْ يَدَا
أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ{1} مَا
أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا
كَسَبَ{2} سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ
لَهَبٍ{3} وَامْرَأَتُهُ
حَمَّالَةَ الْحَطَبِ{4} فِي
جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن
مَّسَدٍ{5}المسد.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- خسرت يدا أبي لهب وشقي
بإيذائه رسول الله محمدا صلى
الله عليه وسلم، وقد تحقق خسران
أبي لهب. ما أغنى عنه ماله
وولده, فلن يَرُدَّا عنه شيئًا
من عذاب الله إذا نزل به. سيدخل
نارًا متأججة, هو وامرأته(وهي
أم جميل) التي كانت تحمل الشوك,
فتطرحه في طريق النبي صلى الله
عليه وسلم؛ لأذيَّته. في عنقها
حبل محكم الفَتْلِ مِن ليف شديد
خشن, تُرْفَع به في نار جهنم,
ثم تُرْمى إلى أسفلها.
س1211-
قُلْ هُوَ اللَّهُ
أَحَدٌ{1} اللَّهُ الصَّمَدُ{2}
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ{3}
وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً
أَحَدٌ{4}الإخلاص.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- قل -أيها الرسول-: هو الله
المتفرد بالإلوهية والربوبية
والأسماء والصفات، لا يشاركه
أحد فيها. الله وحده المقصود في
قضاء الحوائج والرغائب على
الدوام. ليس له ولد ولا والد
ولا صاحبة. ولم يكن له مماثلا
ولا مشابهًا أحد من خلقه, لا في
أسمائه ولا في صفاته, ولا في
أفعاله, تبارك وتعالى وتقدَّس.
س1212-
قُلْ أَعُوذُ
بِرَبِّ الْفَلَقِ{1} مِن شَرِّ
مَا خَلَقَ{2} وَمِن شَرِّ
غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ{3} وَمِن
شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي
الْعُقَدِ{4} وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ
إِذَا حَسَدَ{5}الفلق.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- قل -أيها الرسول-: أعوذ
وأعتصم برب الفلق, وهو الصبح.
من شر جميع المخلوقات وأذاها.
ومن شر ليل شديد الظلمة إذا دخل
وتغلغل, وما فيه من الشرور
والمؤذيات. ومن شر الساحرات
اللاتي ينفخن فيما يعقدن من
عُقَد بقصد السحر. ومن شر حاسد
مبغض للناس إذا حسدهم على ما
وهبهم الله من نعم, وأراد
زوالها عنهم، وإيقاع الأذى بهم.
س1213-
قُلْ أَعُوذُ
بِرَبِّ النَّاسِ{1} مَلِكِ
النَّاسِ{2} إِلَهِ النَّاسِ{3}
مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ
الْخَنَّاسِ{4} الَّذِي
يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ
النَّاسِ{5} مِنَ الْجِنَّةِ وَ
النَّاسِ{6}الناس.
فسر
الآيات الكريمة.
جـ
- قل -أيها الرسول-: أعوذ
وأعتصم برب الناس, القادر وحده
على ردِّ شر الوسواس. ملك الناس
المتصرف في كل شؤونهم, الغنيِّ
عنهم. إله الناس الذي لا معبود
بحق سواه. من أذى الشيطان الذي
يوسوس عند الغفلة, ويختفي عند
ذكر الله. الذي يبثُّ الشر
والشكوك في صدور الناس. من
شياطين الجن والإنس.
س1214- ما علامة إتيان العذاب
لقوم نوح
u
؟
جـ -
العلامة هي :
نبع
الماء بقوة من التنور - وهو
المكان الذي يخبز فيه- علامة على
مجيء العذاب.
حَتَّى إِذَا
جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ
التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ
فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ
اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ
مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ
وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ
مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ{40}هود.
س1215-
إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ
رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن
دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ
بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي
عَلَى صِرَاطٍ
مُّسْتَقِيمٍ{56}هود.
ما
معنى ( مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ
هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ) ؟
جـ
- ليس من شيء يدِبُّ على هذه
الأرض إلا والله مالكه, وهو في
سلطانه وتصرفه.
س1216-
وَيَا قَوْمِ
هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ
آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي
أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا
بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ
قَرِيبٌ{64}هود.
ما
هي معجزة صالح
u
؟
جـ
- الناقة .
س1217- كم يوم أمهل الله تعالى
قوم صالح
u
حتى ينزل بهم العذاب بعد أن عقروا
الناقة ؟
جـ -
ثلاثة أيام .
فَعَقَرُوهَا
فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي
دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ
ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ
مَكْذُوبٍ{65}هود.
س1218- ماذا كان عذاب الله تعالى
لقوم صالح
u
بعد أن عقروا الناقة ؟
جـ -
الصيحة وهي الصوت القوي.
وَأَخَذَ
الَّذِينَ ظَلَمُواْ
الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي
دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ{67}هود.
س1219- ما الدليل على أن الملائكة
لا يأكلون كما يأكل الإنسان ؟
جـ -
لما جاءت الملائكة إبراهيم
u
يبشرونه هو وزوجته
بإسحاق, ويعقوبَ بعده, فقالوا:
سلامًا, قال ردًّا على تحيتهم:
سلام, فذهب سريعًا وجاءهم بعجل
سمين مشويٍّ ليأكلوا منه. فلما
رأى إبراهيم
u
أيديهم لا تَصِل
إلى العجل الذي أتاهم به ولا
يأكلون منه, أنكر ذلك منهم, وأحس
في نفسه خيفة. قالت الملائكة -
لما رأت ما بإبراهيمu
من الخوف-: لا
تَخَفْ إنا ملائكة ربك أُرسلنا
إلى قوم لوط لإهلاكهم.
وَلَقَدْ جَاءتْ
رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ
بِالْبُـشْرَى قَالُواْ
سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ فَمَا
لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ
حَنِيذٍ{69} فَلَمَّا رَأَى
أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ
إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ
مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ
تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا
إِلَى قَوْمِ لُوطٍ{70}هود.
س1220-
وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ
فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا
بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء
إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ{71}هود.
من
هي امرأة إبراهيم
u
التي ضحكت فبشرها الله تعالى
بالولد ؟
جـ
- هي سارة .
س1221-
إِنَّ
إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ
مُّنِيبٌ{75}هود.
اشرح
الآية الكريمة .
جـ
- إن إبراهيم
u
كثير الحلم لا يحب المعاجلة
بالعقاب, كثير التضرع إلى الله
والدعاء له, تائب يرجع إلى الله
في أموره كلها.
س1222-
وَلَمَّا جَاءتْ
رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ
وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالَ
هَـذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ{77}هود .
لماذا حزن لوط
u
لما جاء الضيوف عنده ؟
جـ
- لأنهم حسان الوجوه في صورة
أضياف عليه فخاف عليهم قومه
الذين يأتون الفاحشة مع الرجال,
وذلك لأنه لم يكن يعلم أنهم رسل
الله.
س1223-
قَالَ لَوْ أَنَّ
لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي
إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ{80}هود.
ما
معنى قول لوط
u
(لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً
أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ)
؟
جـ
- لو أن لي بكم قوة وأنصارًا,
أو أركَن إلى عشيرة تمنعني
منكم, لَحُلْتُ بينكم وبين ما
تريدون.
س1224-
وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ
بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ
لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا
انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ
لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ{62}يوسف.
اشرح
الآية الكريمة.
جـ
- قال يوسف لغلمانه: اجعلوا ثمن
ما أخذوه في أمتعتهم سرًا; رجاء
أن يعرفوه إذا رجعوا إلى أهلهم,
ويقدِّروا إكرامنا لهم؛ ليرجعوا
طمعًا في عطائنا.
س1225-
وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ
وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ
إِلَيْهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا
مَا نَبْغِي هَـذِهِ بِضَاعَتُنَا
رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ
أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا
وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ
ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ{65}يوسف.
ما
معنى (وَنَمِيرُ أَهْلَنَا) ؟
جـ
- أي : نجلب طعامًا وفيرًا
لأهلنا.
No comments:
Post a Comment